کان عليّ يأمر عمّاله بالرأفة ويحذّرهم من الخيانة
و روي الزمخشري أيضاً: وقال عليه السلام للأشتر حين ولّاه مصر: «وَاجْعلْ لِذَوِي الْحَاجَاتِ مِنْکَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فِيهِ شَخْصَکَ، وَتَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً عَامّاً فَتَتَواضَعُ فِيهِ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَکَ، وَتُقْعِدَ عَنْهُمْ جُنْدَکَ وَأَعْوَانَکَ مِنْ أَحْرَاسِکَ وَشُرَطِکَ، حَتَّي يُکَلِّمَکَ مُتَکَلِّمُهُمْ غَيْرَ مُتَعْتِعٍ[1] فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ: «لَنْ تُقَدَّسَ أُمَّةٌ لَا يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقُّهُ مِنَ الْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ». ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ مِنْهُمْ وَالْعِيَّ[2] وَنَحِّ عَنْهُمُ الضِّيقَ[3] وَالْأَنَفَ[4] يَبْسُطِ اللَّهُ عَلَيْکَ بِذلِکَ أَکْنَافَ رَحْمَتِهِ[5] وَيُوجِبُ لَکَ ثَوابَ طَاعَتِهِ».[6] .
روي العلّامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) قال: وقال عليّ عليه السلام لعامله: «انْطَلِقْ عَلَي تَقْوَي اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيکَ لَهُ، وَلَا تُرَوِّعَنَّ مُسْلِماً وَلَا تَجْتَازَنَّ عَلَيْهِ کَارِهاً، وَلَا تَأْخُذَنَّ مِنْهُ أَکثَرَ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِي مَالِهِ، فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَي الْحَيِّ فَانْزِلْ بِمَائِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُخَالِطَ أَبْيَاتَهُمْ، ثُمَّ امْض ِ إِلَيْهِمْ بَالسَّکِينَةِ وَالْوَقَارِ؛ حَتَّي تَقُومَ بَيْنَهُمْ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ وَلَا تُخْدِجْ بِالتَّحِيَّةِ لَهُمْ، ثُمَّ تَقُولَ: عَبَادَ اللَّهِ، أَرْسَلنِي إِلَيْکُمْ وَلِيُّ اللَّهِ وَخَلِيفَتُهُ، لِآخُذَ مِنْکُمْ حَقَّ اللَّهِ فِي أَمْوَالِکُمْ، فَهَلْ لِلَّهِ فِي أَمْوَالِکُمْ مِنْ حَقٍّ فَتُؤَدُّوهُ إِلَي وَلِيِّهِ؟ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: لَا، فَلَا تُرَاجِعْهُ، وَإِنْ أَ نْعَمَ لَکَ مُنْعِمٌ فَانْطَلِقْ مَعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُخِيفَهُ أَوْ تُوعِدَهُ أَوْ تَعْسِفَهُ أَوْ تُرْهِقَهُ، فَخُذْ مَا أَعْطَاکَ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَإَنْ کَانَ لَهُ مَاشِيَةٌ أَوْ إِبِلٌ فَلَا تَدْخُلْهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنَّ أَکْثَرَهَا لَهُ، فَإِذَا أَتَيْتَهَا فَلَا تَدْخُلْ عَلَيْهَا دُخُولَ مُتَسَلِّطٍ عَلَيْهِ وَلَا عَنِيفٍ بِهِ. وَلَا تُنَفِّرَنَّ بَهِيمَةً وَلَا تُفْزِعَنَّهَا، وَلَا تَسُوءَنَّ صَاحِبَهَا فِيهَا».