صورة اخري











صورة اخري



روي ابن شهر آشوب عن (حلية الأولياء) و(نزهة الأبصار) أنّه مضي عليّ عليه السلام في حکومة إلي شريح مع يهوديّ، فقال لليهوديّ: «الدرع درعي، ولم أبع ولم أهب». فقال اليهودي: الدرع لي وفي يدي، فسأله شريح البيّنة، فقال: «هذا قنبر والحسين يشهدان لي بذلک».

فقال شريح: شهادة الابن لا تجوز لأبيه، وشهادة العبد لا تجوز لسيّده، وإنّهما يَجرّان إليک. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ويلک - يا شريح - أخطأت من وجوه: أمّا واحدة فأنا إمامک، تدين اللَّه بطاعتي، وتعلم أنّي لا أقول باطلاً، فرددت قولي، وأبطلت دعواي، ثمّ سألتني البيّنة فشهد عبدي، وأحد سيّدي شباب أهل الجنّة فرددتَ شهادتهما، ثمّ ادّعيت عليهما أنّهما يَجرّان إلي أنفسهما، أما إنّي لا أري عقوبتک إلّا أن تقضي بين اليهود ثلاثة أيّام! أخرجوه، فأخرجه إلي قبا، فقضي بين اليهود ثلاثاً، ثمّ انصرف، فلمّا سمع اليهودي ذلک، قال: هذا أمير المؤمنين جاء إلي الحاکم والحاکم حکم عليه، فأسلم، ثمّ قال: الدرع درعک، سقطت يوم صفّين من جمل أورق[1] فأخذتُه.[2] .

أقول: هذا العمل من عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهو حاکم المسلمين في ذلک العصر، يدلّ علي الديمقراطيّة الکاملة في حکومته، فهل يمکن أن يُري مثل هذا في عصرنا هذا في بلاد العالم المدّعي للديمقراطيّة؟







  1. الأورق من الإبل: جمل في لونه بياض إلي سواد، وهو من أطيب الإبل لحماً لا سيراً وعملاً.
  2. المناقب لابن شهرآشوب 105:2، والبحار 56:41، فقد مرّ صورة اخري في فصل «علي (ع) و العدل».