حزنه في ظلم جيش معاوية علي ذمّيّة
قال الشارح المعتزلي: هذه الخطبة من مشاهير خطبه عليه السلام، قد ذکرها کثير من النّاس، ورواها أبو العبّاس المبرّد في أوّل (الکامل)، وأسقط من هذه الرواية ألفاظاً وزاد فيها ألفاظاً، وقال في أوّلها: «إنّه انتهي إلي عليّ عليه السلام أنّ خيلاً وردت الأنبار لمعاوية، فقتلوا عاملاً له يقال له: حسّان بن حسّان، فخرج عليه السلام مغضباً يجرّ رداءه، حتّي أتي النخيلة.[9] واتّبعه النّاس، فرقي رُباوَة[10] من الأرض، فحمد اللَّه وأثني عليه، وصلّي علي نبيّه صلي الله عليه و آله، ثمّ قال: «أمّا بعد، فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة، فمن ترکه رغبة عنه ألبسه اللَّه الذّ، وسيم الخسف» الخطبة.[11] .
قال عليّ عليه السلام - بعد ما انقضت وقعة صفّين واستولي معاوية علي البلاد، وأکثر القتل والغارة في الأطراف -: «وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ[1] کَانَ يَدْخُلُ عَلَي المَرْأَة المُسْلِمَةِ، وَالْأُخْرَي المُعَاهَدَةِ[2] فيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا[3] وَقُلْبَهَا[4] وَقَلَائِدَهَا وَرُعُثَهَا[5] ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلَّا بِالاسْتِرْجَاعِ[6] وَالِاسْتِرْحَامِ. ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ کَلْمٌ[7] وَلَاأُرِيقَ لَهُمْ دَمْ، فَلَوْ أَنْ امْرَءاً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذا أَسَفاً مَا کَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ کَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً».[8] .