صورة اخري











صورة اخري



نقل ابن أبي الحديد عن الطبري في التاريخ: أنّ عليّاً عليه السلام لمّا دخل الکوفة دخلها معه کثير من الخوارج، وتخلّف منهم بالنخيلة وغيرها خلق کثير لم يدخلوها، فدخل حُرقوص بن زهير السعدي، وزرعة بن البُرج الطائي - وهما من رؤوس الخوارج - علي عليّ عليه السلام فقال له حُرقوص: تُبْ من خطيئتک، واخرج بنا إلي معاوية نجاهده. فقال له عليّ عليه السلام: «إنّي کنت نهيتکم عن الحکومة فأبيتم، ثمّ الآن تجعلونها ذنباً؟! أما إنّها ليست بمعصية، ولکنّها عجز من الرأي، وضعف في التدبير، وقد نهيتکم عنه». فقال زرعة: أما - واللَّه - لئن لم تتب من تحکيمک الرجال لأقتُلنّک، أطلب بذلک وجه اللَّه ورضوانه؟! فقال له عليّ عليه السلام: «بؤساً لک ما أشقاک! کأنّي بک قتيلاً تسفي عليک الرياح». قال زرعة: وددت أنّه کان ذلک. الحديث.[1] .

صورة ثالثة: روي أبو جعفر الطبري، عن أبي رزين، قال: لمّا وقع التحکيم ورجع عليّ من صفّين رجعوا مباينين له، فلمّا انتهوا إلي النهر أقاموا به، فدخل عليّ في النّاس الکوفة، ونزلوا بحروراء، فبعث إليهم عبداللَّه بن عبّاس ولم يصنع شيئاً، فخرج إليهم عليّ عليه السلام فکلّمهم حتّي وقع الرضا بينه وبينهم، فدخلوا الکوفة، فأتاه رجل فقال: إنّ النّاس قد تحدّثوا أنّک رجعت لهم عن کفرک، فخطب النّاس في صلاة الظهر، فذکر أمرهم فعابه، فوثبوا من نواحي المسجد يقولون: لا حکم إلّا للَّه، واستقبله رجل منهم (هو ابن الکواء) واضع اصبعه في اُذنيه، فقال: «وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْکَ وَإِلَي الَّذِينَ مِن قَبْلِکَ لَئِنْ أَشْرَکْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُکَ وَلَتَکُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ»[2] فقال عليّ عليه السلام: «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّکَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ»[3] فاليک لفظ الحديث:







  1. شرح ابن أبي الحديد 268:2، وراجع تاريخ الطبري 52:4.
  2. سورة الزُّمر: 65.
  3. تاريخ الطبري 54:4، والآية من سورة الروم: 60.