قال ابن أبي الحديد في شرحه











قال ابن أبي الحديد في شرحه



کان عليّ عليه السلام لا يستعمل في حربه إلّا ما وافق الکتاب والسنّة، وکان معاوية يستعمل خلاف الکتاب والسنّة، کما يستعمل الکتاب والسنّة، ويستعمل جميعَ المکائد، حلالها وحرامها، يسير في الحرب بسيرة ملک الهند إذا لاقي کسري، وخاقان إذا لاقي رتبيل[1] وعليّ عليه السلام يقول: «لا تبدؤوهم بالقتال حتّي يبدؤوکم، ولا تتّبعوا مدبراً، ولا تُجهزوا علي جريح، ولا تفتحوا باباً مغلقاً»، هذه سيرته في ذي الکلاع، وفي أبي الأعور السُّلمي، وفي عمرو بن العاص، وحبيب بن مَسلمَة، وفي جميع الرؤساء، کسيرته في الحاشية والحشو والأتباع والسَّفلة وأصحاب الحروب - إلي أن قال: - فعليّ عليه السلام کان مُلجماً بالورع عن جميع القول، إلّا ما هو للَّه عزّ وجلّ رضاً، وممنوع اليدين من کلّ بطش، إلّا ما هو للَّه رضاً، ولا يري الرضا إلّا فيما يرضاه اللَّه ويحبّه، ولا يري الرضا إلّا فيما دلّ عليه الکتاب والسنّة دون ما يعوّل عليه أصحاب الدهاء والنکراء والمکائد والآراء، الحديث.[2] .







  1. رتبيل: صاحب الترک.
  2. شرح ابن أبي الحديد 228:10.