سيرته في الصفراء والبيضاء











سيرته في الصفراء والبيضاء



في الغارات عن هارون بن عنترة، عن زاذان، قال: انطلتُ مع قنبر إلي عليّ عليه السلام فقال: قُم يا أمير المؤمنين، فقد خبّأت لکَ خبيئة، قال: «فما هو؟». قال: قم معي. فقام وانطلق إلي بيته، فإذا باسنة[1] مملوءة جامات من ذهب وفضّة، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّک لا تترک شيئاً إلّا قسمته، فادّخرت هذا لک. قال عليّ عليه السلام: «لقد أحببت أن تدخل بيتي ناراً کثيرة»، فسلّ سيفه فضربها، فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه أو ثلثه، ثمّ قال: «اقسموه بالحصص»، ففعلوا، فجعل يقول:


«هذا جناي وخياره فيه
إذ کلّ جان يده إلي فيه


يا بيضاء، غُرّي غيري، ويا صفراء، غُرّي غيري»

قال: وفي البيت مسال[2] وإبرٌ، فقال: «اقسموا هذا»، فقالوا: لا حاجة لنا فيه، قال: وکان يأخذ من کلّ عامل ممّا يعمل، فقال: «والّذي نفسي بيده لنأخذنّ شرّه مع خيره».[3] .

وقصّة عقيل مناسبة لهذا البحث، وقد ذکرناها في فصل: (عليّ عليه السلام والعدل)، فراجعها، وکذلک فإنّ کثيراً من قضايا العدل تناسب بحث بيت المال ومرتبطة به.







  1. الباسنة: جوالق غليظ من مشاق الکتّان.
  2. المسلّة - بکسر الميم -: مخيط کبير، والجمع المسال.
  3. الغارات 55:1.