قسّم رغيفاً سبعَ كسر بين المستحقّين











قسّم رغيفاً سبعَ کسر بين المستحقّين



في (الغارات) و(الاستيعاب) لابن عبدالبرّ المالکي: عن عاصم بن کليب، عن أبيه، قال: أتي عليّاً عليه السلام مال من أصفهان، فقسّمه سبعة أسباع، ووجد فيه رغيفاً فقسّمه سبع کسر، فجعل علي کلّ جزء منه کسرة، ثمّ أقرع بينهم أيّهم يعطي أوّلاً، - وکانت الکوفة يومئذٍ أسباعاً -.

وقال ابن عبدالبرّ: وأخباره في مثل هذا من سيرته لا يحاط بها.[1] .

وفي (الغارات): عن عاصم بن کليب الجرمي، عن أبيه، أنّه قال: کنتُ عند عليّ عليه السلام فجاءه مال من الجبل، فقام وقمنا معه حتّي انتهينا إلي خربندجن[2] وجمّالين، فاجتمع النّاس إليه حتّي ازدحموا عليه، فأخذ حبالاً فوصلها بيده، وعقد بعضها إلي بعض، ثمّ أدارها حول المتاع، ثمّ قال: لا أحلّ لأحدٍ أن يجاوز هذا الحبل.

قال: فقعدنا من وراء الحبل، ودخل عليّ عليه السلام فقال: «أين رؤوس الأسباع؟»، فدخلوا عليه، فجعلوا يَحملون هذا الجوالق[3] إلي هذه الجوالق، وهذا إلي هذا، حتّي قسّموه سبعة أجزاء، قال: فوجد مع المتاع رَغيفاً فکسره سبع کسر، ثمّ وضع علي کلِّ جزءٍ کسرة، ثمّ قال:


«هذا جناي وخياره فيه
إذ کلّ جان يده إلي فيه»


قال: ثمّ أقرع عليها: فجعل کلّ رجل يدعو قومه فيحملون الجوالق.[4] .







  1. الاستيعاب بهامش الإصابة 49:3، والغارات 51:1، والکامل لابن الأثير 399:3، ولفظ الحديث من الاستيعاب.
  2. خربندجن - خربنده: کلمة فارسيّة مرکّبة من کلمتي: «خرة» و «بنده»، ومعناهما صاحب الحمار ومؤجّره ومکريه، وکلمة «جن» في آخرها علامة الجمع الفارسي، أي «خربندگان».
  3. الجوالق: الأوعية، والمفرد جوالق أيضاً.
  4. الغارات 51:1.