نبذة من الأخبار في أنّ عليّاً سمّي بأمير المؤمنين في عهد...











نبذة من الأخبار في أنّ عليّاً سمّي بأمير المؤمنين في عهد رسول اللَّه



1- روي الکليني بسنده عن زيد بن الجهم الهلالي، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: «لمّا نزلت ولاية عليّ بن أبي طالب، وکان من قول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله سلِّموا علي عليّ بإمرة المؤمنين، فکان ممّا أکّد اللَّه عليهما في ذلک اليوم يا زيد، قول رسول اللَّه لهما (أبوبکر وعمر): قوما فسلِّما عليه بإمرة المؤمنين؟ فقالا: أمِن اللَّه أو من رسول اللَّه يا رسول اللَّه؟ فقال لهما رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: من اللَّه ومن رسوله، فأنزل اللَّه عزّ وجلّ: «وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْکِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْکُمْ کَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ»، يعني به قول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لهما، وقولهما: أمِن اللَّه أو من رسوله: «وَلَا تَکُونُوا کَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنکَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَکُمْ دَخَلاً بَيْنَکُمْ أَن تَکُونَ أُمَّةٌ» أئمّة هي أزکي من أئمّتکم. قال: قلت جعلت فداک، أئمّة؟ قال: إي واللَّه أئمّة. قلت: فإنّا نقرء أربي؟ فقال: ما أربي؟ وأومأ بيده فطرحها «إِنَّما يَبْلُوکُمُ اللَّهُ بِهِ (يعني بعليّ عليه السلام) وَلَيُبَيِّنَنَّ لَکُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا کُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ × وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلکِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا کُنتُم تَعْمَلُونَ × وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَکُمْ دَخَلاً بَيْنَکُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا (يعني بعد مقالة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في عليّ) وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ (يعني به عليّاً عليه السلام) وَلَکُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»».[1] .

2- و روي المفيد بسنده عن بريدة بن الحُصَيب الأسلمي، قال: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أمرني وأنا سابع سبعة فيهم أبو بکر وعمر وطلحة والزبير، فقال صلي الله عليه و آله: «سلّموا علي عليّ بإمرة المؤمنين»، فسلّمنا عليه بذلک، ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله حيٌّ بين أظهرنا.[2] .

3- و روي المجلسي عن (أمالي الشيخ): عن عمرو بن الحُصَيب أخي بريدة بن الحُصَيب، قال: بينا أنا وأخي بريدة عند النبيّ صلي الله عليه و آله إذ دخل أبو بکر فسلّم علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقال له: «انطلق فسلّم علي أمير المؤمنين»، فقال: يا رسول اللَّه، ومن أمير المؤمنين؟ قال صلي الله عليه و آله: «عليّ بن أبي طالب»، قال: عن أمر اللَّه، وأمر رسوله؟ قال صلي الله عليه و آله: «نعم»، ثمّ دخل عمر فسلّم، فقال: «انطلق فسلّم علي أمير المؤمنين»، فقال: يا رسول اللَّه، ومن أمير المؤمنين؟ قال صلي الله عليه و آله: «عليّ بن أبي طالب»، قال: عن أمر اللَّه، وأمر رسوله؟ قال صلي الله عليه و آله: «نعم».[3] .

4- وفي (غاية المرام) عن (فرائد السمطين): بإسناده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لاُمّ سلمة: «هذا عليّ بن أبي طالب، لحمه لحمي، ودمُه دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسي، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي. يا اُمّ سلمة، هذا عليّ أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، ووصيّي، وعيبة علمي، وبابي الّذي اُؤتي منه. أخي في الدنيا والآخرة، ومعي في السنام الأعلي، يقتل القاسطين والناکثين والمارقين».[4] .

5- وروي المجلسي عن أنس بن مالک، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «يا أنس، اسکب لي وضوءً»، ثمّ قام فصلّي رکعتين، ثمّ قال: «يا أنس، أوّل مَن يدخل عليک من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، وخاتم الوصيّين». قال أنس: قلت: اللّهمّ اجعله رجلاً من الأنصار، وکتمته؛ إذ جاء عليّ عليه السلام فقال: «مَن هذا يا أنس؟». فقلت: عليّ، فقام صلي الله عليه و آله مستبشراً فاعتنقه، ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق عليّ بيده، فقال عليّ عليه السلام: «صنعتَ شيئاً ما صنعت بي قبل؟». قال صلي الله عليه و آله: «وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي، وتسمعهم صوتي، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي».[5] .

6- وفي (البحار) عن (أمالي الصدوق): بإسناده عن ابن عبّاس، قال: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وهو علي المنبر يقول - وقد بلغه عن اُناس من قريش إنکار تسميته لعليّ عليه السلام أمير المؤمنين - فقال: معاشر النّاس، إنّ اللَّه عزّ وجلّ بعثني إليکم رسولاً، وأمرني أن استخلف عليکم عليّاً أميراً، ألا فمن کنت نبيّه فإنّ عليّاً أميره، تأميرٌ أمّره اللَّه عزّ وجلّ عليکم، وأمرني أن اُعلمکم ذلک لتسمعوا له وتطيعوا، إذا أمرکم بأمر تأتمرون، وإذا نهاکم عن أمر تنتهون، ألا فلا يأتمرنّ أحد منکم علي عليّ في حياتي ولا بعد وفاتي؛ فإنّ اللَّه تبارک وتعالي أمّره عليکم وسمّاه أمير المؤمنين، ولم يسمّ أحداً من قبله بهذا الاسم، وقد أبلغتکم ما اُرسلت به إليکم في عليّ، فمن أطاعني فيه فقد أطاع اللَّه، ومن عصاني فيه فقد عصي اللَّه عزّ وجلّ، ولا حجّة له عند اللَّه، وکان مصيره إلي (النّار وإلي) ما قال اللَّه عزّ وجلّ في کتابه: «وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خَالِداً فِيهَا».[6] [7] .

7- وروي المجلسي عن (کشف اليقين): عن بريدة، قال: أمرنا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أن نسلّم علي عليّ عليه السلام بيننا بأمير المؤمنين. وکذا فسّروا کلّ ما في القرآن: «يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا» أنّ عليّاً أميرها.[8] .

8- وفي (المناقب) بسنده عن الثمالي، عن الصادق عليه السلام: «أنّ بريدة کان غائباً بالشام، فقدم وقد بايع النّاس أبا بکر، فأتاه في مجلسه، فقال: يا أبا بکر، هل نسيت تسليمنا علي عليّ عليه السلام بإمرة المؤمنين وواجبة من اللَّه ورسوله؟

قال: يا بريدة، إنّک غبت وشهدنا، وأنّ اللَّه يحدث الأمر بعد الأمر، ولم يکن اللَّه تعالي يجمع لأهل هذا البيت النبوّة والملک![9] .

9- وفيه أيضاً عن أبي بريدة ومعه عمران بن حصين في جواب أبا بکر بآية من القرآن، وقال: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبرَاهِيمَ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُلْکاً عَظِيماً»، فقد جمع اللَّه لهم النبوّة والملک، فغضب عمر، وما زلنا نعرف في وجهه الغضب حتّي مات.[10] .







  1. اُصول الکافي 292:1، باب النصّ علي أمير المؤمنين عليه السلام، ح 1.
  2. الإرشاد 48:1.
  3. البحار 291:37.
  4. غاية المرام: 17، الباب 8 من المقصد الأوّل، ح 6. ونحوه في الإرشاد 47:1.
  5. البحار 300:37، ونحوه في الإرشاد 46:1.
  6. سورة النساء: 14.
  7. البحار 294:37.
  8. المصدر المتقدّم: 300.
  9. المناقب لابن شهرآشوب 53:3.
  10. انظر المصدر المتقدّم: 54.