توبيخه أبا رافع لإعارته بنته عقد لؤلؤ من بيت المال











توبيخه أبا رافع لإعارته بنته عقد لؤلؤ من بيت المال



لقد کان عليّ عليه السلام شديداً في إقامة العدل، فعندما رأي سواراً أو قلادة علي ابنته، وکان قد رآها في بيت المال، فاستدعي أبا رافع خازن بيت المال واستفسر منه عن ذلک، فأخبره بأنّها أخذته عارية مضمونة تتزيّن به أيّاماً، فلامَ أبا رافع وعاتب ابنته، وأعلن أنّه لو لم تکن عارية مضمونة لقطعت يدها، وإليک لفظ الحديث:

روي شيخ الطائفة في (التهذيب): بإسناده عن سعيد بن المسيّب، عن عليّ بن أبي رافع، قال: کنت علي بيت مال عليّ بن أبي طالب عليه السلام وکاتبه، وکان في بيت ماله عقد لؤلؤ کان أصابه يوم البصرة، قال: فأرسلت إليَّ بنت عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقالت لي: بلغني أنّ في بيت مال أمير المؤمنين عليه السلام عقد لؤلؤ وهو في يدک، وأنا اُحبّ أن تعيرنيه أتجمّل به في أيّام عيد الأضحي، فأرسلته إليها عارية مضمونة مردودة يا بنت أمير المؤمنين؟

فقالت: نعم عارية مضمونة مردودة بعد ثلاثة أيّام، فدفعته إليها، وإنّ أمير المؤمنين عليه السلام رآه عليها فعرفه، فقال لها: «من أين صار إليک هذا العقد؟». فقالت: استعرته من عليّ بن أبي رافع خازن بيت مال أمير المؤمنين عليه السلام لأتزيّن به في العيد ثمّ أردّه.

قال: فبعث إلَيَّ أمير المؤمنين عليه السلام فجئتُه، فقال لي: «أتخون المسلمين يابن أبي رافع؟!». فقلت له: معاذ اللَّه أن أخون المسلمين. فقال: «کيف أعرت بنت أمير المؤمنين العقد الّذي في بيت مال المسلمين بغير إذني ورضاهم؟». فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّها ابنتک، وسألتني أن اُعيرها إيّاه تتزيّن به، فأعرتها إيّاه عارية مضمونة مردودة، فضمنته في مالي، وعلَيَّ أن أردّه سليماً إلي موضعه، قال: «فردّه من يومک، وإيّاک أن تعود لمثل هذا فتنالک عقوبتي».

ثمّ قال: «أولي لابنتي لو کانت أخذت العقد علي غير عارية مضمونة مردودة لکانت إذن أوّل هاشميّة قطعت يدها في سرقة».

قال: فبلغ مقالته ابنته، فقالت له: يا أمير المؤمنين، أنا ابنتک وبضعة منک، فمن أحقّ بلبسه منّي؟ فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام: «يا بنت عليّ بن أبي طالب، لا تذهبنّ بنفسک عن الحقّ، أکلّ نساء المهاجرين تتزيّن في هذا العيد بمثل هذا؟».

قال فقبضته منها ورددته إلي موضعه.[1] .







  1. التهذيب 151:10، وسائل الشيعة 521:18، وفي المناقب لابن شهرآشوب 108:2 روي نحوه.