ما قاله النبيّ في عدل عليّ











ما قاله النبيّ في عدل عليّ



في (المناقب) عن الطبري، بإسناده عن ابن مردويه: أنّ عليّاً عليه السلام لمّا أقبل من اليمن تعجّل إلي النبيّ صلي الله عليه و آله واستخلف علي جنده الّذين معه رجلاً من أصحابه، فعمد ذلک الرجل فکسا کلّ رجل من القوم حلّة من البزّ[1] الّذي کان مع عليّ عليه السلام، فلمّا دنا جيشه خرج عليّ عليه السلام ليتلقّاهم فإذا هم عليهم الحلل، فقال: «ويلک، ما هذا؟». قال: کسوتهم ليتجمّلوا (ليجملوا) به إذا قدموا في النّاس. قال عليه السلام: «ويلک من قبل أن تنتهي إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله». قال: فانتزع الحلل من النّاس وردّها في البزّ، وأظهر الجيش شکاية لما صنع بهم.

ثمّ روي الخدري أنّه قال: شکا النّاس عليّاً عليه السلام فقام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله خطيباً، فقال: «أيّها النّاس، لا تشکوا عليّاً، فواللَّه! إنّه لخشن في ذات اللَّه».[2] .

روي السيوطي والحافظ الکنجي، بإسنادهما عن أبي هريرة، قال: جئت إلي النبيّ صلي الله عليه و آله وبين يديه تمر، فسلّمت عليه، فردّ علَيَّ، وناولني من التمر مل ء کفّه، فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة.

ثمّ مضيت من عنده إلي عليّ بن أبي طالب عليه السلام وبين يديه تمر، فسلّمت عليه، فردّ علَيَّ، وضحک إليَّ وناولني من التمر مل ء کفّه، فعددته فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة، فکثر تعجّبي من ذلک، فرجعتُ إلي النبيّ صلي الله عليه و آله فقلت: يا رسول اللَّه، جئتک وبين يديک تمرٌ، فناولتني مل ء کفّک، فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة، ثمّ مضيت إلي عليّ بن أبي طالب عليه السلام وبين يديه تمر، فناولني مل ء کفّه، فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة، فعجبت من ذلک، فتبسّم النبيّ صلي الله عليه و آله وقال: «يا أبا هريرة، أما علمت أنّ يدي ويد عليّ بن أي طالب في العدل سواء».[3] .

وروي ابن المغازلي والجويني، بإسنادهما إلي حُبشي بن جُنادة، قال: کنت جالساً عند أبي بکر، فأتاه رجل، فقال: يا خليفة رسول اللَّه، إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعدني أن يحثو لي ثلاث حثيات من تمر؟ قال أبو بکر: ادعوا لي عليّاً. فجاء عليّ عليه السلام فقال أبو بکر: يا أبا الحسن، إنّ هذا يزعم أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعده أن يحثو له ثلاث حثيات من تمر، فأحثّها له. فَحثا له ثلاث حَثَيات. ثمّ قال: «عدّوها»، فعدُّوها فوجدوا في کلّ حثوةٍ ستّين تمرة لا تزيد واحدة علي الاُخري.

فقال أبو بکر: صدق اللَّه ورسوله، سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ليلة الهجرة ونحن خارجون من مکّة إلي المدينة يقول: «يا أبا بکر، کفّي وکفّ عليّ بن أبي طالب سواء».[4] .







  1. البز - بتشديد الزاء المعجمة -: الثياب من الکتّان أو القطن.
  2. المناقب لابن شهرآشوب 110:2.
  3. أخرجه السيوطي في ذيل اللآلئ: 54، والحافظ الکنجي في الباب 62، ص256.
  4. المناقب لابن المغازلي الشافعي: 129، ح 170، و في فرائد السمطين للجويني 50:1، ح 15، مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه بلا تفاوت في المعني. وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 37:5، والخوارزمي في المناقب: 235، والقندوزي في ينابيع المودّة 233:1، والديلمي في الفردوس 305:5، ح8265.