العدل أفضل وأشرف من الجود والإحسان في منظار عليّ











العدل أفضل وأشرف من الجود والإحسان في منظار عليّ



من وجهة نظر الإمام عليّ عليه السلام أنّ الأصل الّذي يستطيع أن يحافظ علي التعادل الاجتماعي، ويرضي الجميع، ويؤمّن السلامة لهيکل المجتمع، ويمنح الطمأنينة لأرواح البشر هو العدالة[1] إذ بالإمکان التوصّل إلي وجهة النظر هذه بسهولة من خلال المقارنة الّتي أجراها بين العدل والجود، والأهمّية والقيمة الّتي أعطاها في مقابل الجود مع أنّ الجود في نظر العرف والجميع عمل مرضي وعمل أخلاقي قيّم. ولکن أنّ الإمام عليّ عليه السلام يري أنّ العدل أسمي من الجود لدليلين:

أحدهما: أنّ العدل يضع الاُمور في مواضعها، ويجعلها تجري في مجاريها الطبيعيّة، أمّا الجود فإنّه يخرج الاُمور عن مجاريها الطبيعيّة.

والآخر: أنّ العدالة قانون کلّي شامل يضمّ الجميع تحت لوائه ويمرّون عبره دون أي مشکلة؛ لأنّه يحدّد المسير العامّ، أمّا الجود والکرم فإنّه حالة استثنائيّة خاصّة، فتکون النتيجة أنّ العدل أفضل وأشرف من الجود، قال عليه السلام: «الْعَدْلُ يَضَعُ الْأُمُورَ مَوَاضِعَهَا، والْجُودُ يُخْرِجُهَا مِنْ جِهَتِهَا، وَالْعَدْلُ سَائِسٌ عَامٌّ، وَالْجُودُ عَارضٌ خَاصٌّ، فَالْعَدْلُ أَشْرَفُهُمَا وَأَفْضَلُهُمَا».[2] .







  1. في رحاب نهج البلاغة للشهيدآية اللَّه مرتضي المطهّري (قدّس اللَّه روحه): 112.
  2. شرح نهج البلاغة: 1280، الحکمة 429.