ما هي العدالة الّتي ذاب فيها أميرالمؤمنين وملأت وجوده وكيانه











ما هي العدالة الّتي ذاب فيها أميرالمؤمنين وملأت وجوده وکيانه



ما هي العدالة الّتي عشقها مثل مولي المتّقين عليّ عليه السلام حيث هام فيها وذاب، وملأت وجوده وکيانه؟ فحينما تتجلّي حقيقة العدالة ويتذوّق الجميع حلاوتها، فعند ذلک تعرف عظمة عليّ عليه السلام الّذي رضي أن يقدّم نفسه الشريفة قرباناً لهذه العدالة.

العدالة: هي ذلک المفهوم الجميل العزيز الّذي يحبّه جميع البشر وخاصّة الضعفاء والبؤساء والمکبّلين في الأصفاد کحبّهم أنفسهم.

العدالة: هي تلک الثمرة المجهولة الّتي يأمل کلّ بني آدم أن تشفي أمراضهم وتسکّن آلامهم، فهم يبحثون عنها في کلّ زاوية من زوايا العالم.

العدالة: عينٌ صفا ماؤها و عذب، تنتظر الشفاه الذابلات من الظمأ أن ترتوي بشربةٍ منها.

العدالة: هي الشجرة المخضرّة الوحيدة في بستان آمال الإنسان المحترقة أشجاره، تلک الشجرة الّتي يهفو إليها قلب کلّ آدمي، ويطمح أن يستظلّ بظلّها، وتحمّل من أجل هذا الأمل المسير الطويل الصعب، وتحمّل أثقال وآلام سنين الهمّ والعذاب والألم بکلّ صبر وجلد.

العدالة: تلک الجوهرة الثمينة الّتي ضاعت في صحراء الجور وعدم المساواة والنفاق اللّامتناهية، ودون العثور عليها خرط القتاد، وضاعت في دنيا اليوم بين أکداس الظلم والخدعة والتفرقة واحتجبت شکلها المحبوب عن أنظار طلّاب العدالة في العالم.

وبالجملة: العدالة هي الکلمة الّتي تتلهّف إليها النفوس وعليها أساس الملک وبها نظام المجتمع واعتدال العالم، ففي (الکافي): عن الصادق عليه السلام: «العدل أحلي من الشهد، وألين من الزبد، وأطيب ريحاً من المسک».[1] ولذا کان العدل أفضل وأشرف من الجود والإحسان في منظار عليّ عليه السلام، کما يأتي فيما يلي:







  1. اُصول الکافي 147:2.