فيما قيل من الشعر في أنّه وصيّ رسول اللَّه











فيما قيل من الشعر في أنّه وصيّ رسول اللَّه



أفرد ابن أبي الحديد لذلک فصلاً بعنوان: ما ورد في وصاية عليّ من الشعر، ذکر فيه أربع وعشرين قصيدة شعريّة کلّها تنتمي إلي جيل الصحابة، ممّا يدلّ علي عمق وجود هذه اللفظة في التاريخ الإسلامي، ثمّ قال ابن أبي الحديد بعد إيرادها: والأشعار الّتي تتضمّن هذه اللفظة کثيرة جدّاً، ولکنّا ذکرنا منها هاهنا بعض ما قيل في هذين الحربين - أراد الجمل وصفّين - فأمّا ما عداهما فإنّه يجلّ عن الحصر، ويعظم عن الإحصاء والعدّ، ولولا خوف الملالة والإضجار لذکرنا من ذلک ما يملأ أوراقاً کثيرة، انتهي.

ومن جملة الأشعار الّتي أوردها في هذا المقام قول عبداللَّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطّلب:


ومنّا عليّ ذاک صاحب خيبر
وصاحب بدرٍ يوم سالت کتائبه


وصيّ النبيّ المصطفي وابن عمّه
فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه


وقال عبدالرحمن بن الحنبل[1] وهو صحابي استشهد في صفّين:


لعمري لقد بايعتم ذا حفيظةٍ
علي الدين معروف العفاف موفّقا


عليّاً وصيّ المصطفي وابن عمّه
وأوّل من صلّي أخا الدين والتُّقي


وقال أبو الهيثم بن التيهان، وکان بدرياً:


قل للزبير وقل لطلحة إنّنا
نحن الّذين شعارنا الأنصارُ


إنّ الوصيّ إمامنا ووليّنا
بَرَح الخفاءُ وباحتِ الأسرارُ


وقال حُجر بن عدي الکندي، وهو صحابي:


يا ربّنا سلّم لنا عليّاً
سلّم لنا المبارک المضيّا


المؤمن الموحّد التقيا
لا خطل الرأي ولا غويّا


بل هادياً موفّقاً مهدياً
واحفظه ربّي واحفظ النبيّا


فيه فقد کان له وليّاً
ثمّ ارتضاه بعده وصيّا


وقال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وکان بدريّاً:


فادْعُها تستجب فليس من الخز
رج والأوس يا عليّ جبانُ


يا وصيّ النبيّ قد أجْلَتِ الحر
ب الأعادي وسارت الأضغانُ[2] .


وقال عقبة بن أبي لهب يخاطب عائشة:


أعايش خلّي عن عليّ وعتبة
بما ليس فيه إنّما أنت والده


وصيّ رسول اللَّه من دون أهله
فأنت علي ما کان مِن ذاک شاهده[3] .


وأنشأ الحميري:


وصيّ النبيّ المصطفي وابن عمّه
وأوّل من صلّي لذي العزّة العالي


وناصره في کلّ يوم کريهة
إذا کان يوم ذو هرير وزلزالِ[4] .


وأنشأ جرير بن عبداللَّه البجلي:


عليّ وصيّ له بعده
خليفتنا القائم المنتقم


له الفضل والسبق والمکرمات
وبيت النبوّة والمدعم[5] .







  1. في المصدر: «بن جعيل»، راجع: الإصابة 155:4.
  2. راجع: شرح ابن أبي الحديد 143:1.
  3. المناقب لابن شهرآشوب 50:3.
  4. المصدر المتقدّم.
  5. المصدر المتقدّم: 51.