الاخبار الواردة في هذا المجال











الاخبار الواردة في هذا المجال



والأخبار الواردة في عصمة النبيّ الأکرم صلي الله عليه و آله والأئمّة الاثني عشر کثيرة، ففي بعضها: «عليّ عليه السلام والأئمّة من ولده معصومون»، و في بعضها: «الإمام منّا لا يکون إلّا معصوماً»، وفي بعضها: «الأنبياء وأوصياؤهم لا ذنوب لهم لأنّهم معصومون مطهّرون»، إلي غير ذلک من المضامين، ونشير هنا إلي نزرٍ منها، ونحيل البقيّة إلي مظانّها.[1] .

1- فمن هذه الأخبار خبر سليمان بن مهران، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «عشر خصال من صفات الإمام: العصمة، والنصوص، وأن يکون أعلم النّاس وأتقاهم للَّه، وأعلمهم بکتاب اللَّه، وأن يکون صاحب الوصيّة الطاهرة، ويکون له المعجزة والدليل» الحديث.[2] .

2- وفي البحار عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبداللَّه عليه السلام: «إنّ ممّا استحقّت به الإمامة التطهير والطهارة من الذنوب والمعاصي الموبقة الّتي توجب النّار، ثمّ العلم المنوّر بجميع ما تحتاج إليه الاُمّة من حلالها وحرامها، والعلم بکتابها» الحديث.[3] .

3- و فيه عن تفسير النعماني، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «والإمام المستحقّ للإمامة له علامات، فمنها أن يعلم أنّه معصوم من الذنوب کّلها، صغيرها وکبيرها، لا يزلّ في الفتيا، ولا يخطئ في الجواب، ولا يسهو، ولا ينسي، ولا يلهو بشي ء من أمر الدنيا».[4] .

4- وفي دراسات في ولايةالفقيه عن سليم بن قيس، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «إنّما الطاعة للَّه عزّ وجلّ ولرسوله ولولاة الأمر، وإنّما أمر بطاعة اُولي الأمر لأنّهم معصومون مطهّرون لا يأمرون بمعصية».[5] وغير ذلک من الأخبار.[6] .

وخلاصة الکلام: أنّ اللَّه تعالي شاء لعليّ بن أبي طالب عليه السلام أن ينشأ في حجر النبوّة والرسالة منذ الولادة، وأن يکيّفه محمّد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وفقاً لإرادة اللَّه وحکمته منذ نعومة أظفاره، وأن لا يکفر باللَّه طرفة عين أبداً، بل وُلد مسلماً مؤمناً باللَّه وبرسوله، وأن ينزل الأصنام من الکعبة المکرّمة، ويُلقي بها تحت أقدام الرسول صلي الله عليه و آله.

فقد نُقِرُّ و نُشهد أنّک کنت نوراً في الأصلاب الشامخة، والأرحام المطهّرة، لم تُنجِّسک الجاهليّةُ بأنجاسها، ولم تُلبسک من مُدلهِمّات ثيابها، والحمد للَّه الّذي جعلنا من الواثقين بولايته، ومن المتمسّکين بهدايته.

وعلي ما ذکرناه أنّ الإمامة والحکومة العامّة ورئاسة المسلمين بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لا تليق ولا تصلح إلّا لشخص مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام؛ لأنّه معصوم بآية التطهير، والسنّة والتاريخ دون غيره من سائر الخلفاء الّذين تقمّصوا الخلافة بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فإنّهم بدليل قطعي کانوا عبدة أصنام في أوائل عمرهم مع أنّهم کانوا بالغين عاقلين، فالمتقمّص للخلافة بعد النبيّ صلي الله عليه و آله غير صالح بل في الواقع و الحقيقة غاصب و عاص، و أنّ الخلافة بعد النبي صلي الله عليه و آله حق مخصوص بعلي بن أبي طالب عليه السلام، و لا يخفي أن معانديه و مبغضية بل الشاک في حقانيته کافر، کما ورد في حديث أبي ذرّ، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «مَن ناصب عليّاً الخلافة بعدي فهو کافر، وقد حارب اللَّه ورسوله، ومَن شکّ في عليّ فهو کافر».[7] .







  1. راجع: البحار: ج25، باب عصمتهم ولزوم عصمة الإمام: 211 - 191.
  2. المصدر المتقدّم: 140.
  3. بحار الأنوار 149:25.
  4. المصدر المتقدّم: 164.
  5. المصدر المتقدّم: 200.
  6. راجع کتاب دراسات في ولاية الفقيه 385 - 382: 1.
  7. المناقب لابن المغازلي: 45، ح 68.