انّه صاحب سائر الكمالات











انّه صاحب سائر الکمالات



يجب اتّصاف الإمام بجميع صفات الکمال، ويجب أن يکون أفضل وأکمل من کلّ أحد من أهل زمانه، ويجب أن يکون أيضاً منزّهاً عن الرذائل الخُلقيّة والعيوب الخَلقيّة، کما أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله لا بدّ أن يکون کذلک، ووجهه واضح لا يحتاج إلي دليل، وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام صاحب جميع الکمالات والفضائل والمنزّه عن کلّ العيوب الخَلقيّة والرذائل الخلقيّة.

عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لو أنّ الفياض أقلام، والبحر مداد، والجنّ حسّابٌ، والإنس کُتّابٌ ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب».[1] .

واعترف بفضائله ومناقبه الموافق والمخالف، المحبّ والمبغض، ونشير إلي بعض کلماتهم:

في (أسني المطالب) لمحمّد بن الجزري الشافعي: عن أحمد بن حنبل، يقول: ما جاء لأحدٍ من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب.[2] .

وفي (الصواعق المحرقة) لابن حجر الهيثمي الشافعي: عن إسماعيل القاضي والنسائي وأبو عليّ النيسابوري، قالوا: لم يرد في حقّ أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أکثر ما جاء في عليّ عليه السلام.[3] .

وفي (تذکرة الخواصّ) لسبط ابن الجوزي الحنفي، قال: وفضائل عليّ عليه السلام أشهر من الشمس والقمر، وأکثر من الحصي والمدر.[4] .

وفي (شواهد التنزيل) للحاکم الحسکاني الحنفي: عن ابن عبّاس: لقد کان لعليّ ءعليه السلام ثماني عشرة منقبة، لو کانت واحدة منها لرجل من هذه الاُمّة لنجا بها، ولقد کانت له اثنتا عشرة منقبة ما کانت لأحد من هذه الاُمّة.[5] .

وفيه أيضاً: عن مجاهد: أنّ لعليّ عليه السلام سبعين منقبة، ما کانت لأحد من أصحاب النبيّ مثلها، وما من شي ء من مناقبهم إلّا وقد شرکهم فيها.[6] .

وفيه أيضاً: عن عکرمة، عن ابن عبّاس، قال: ما في القرآن آية: «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحات» إلّا وعليّ أميرها وشريفها، وما من أصحاب محمّد صلي الله عليه و آله رجل إلّا وقد عاتبه اللَّه، وما ذکر عليّاً إلّا بخير، ثمّ قال عکرمة: إنّي لأعلم أنّ لعليّ منقبة لو حدثت بها لنفدت أقطار السموات والأرض - أو قال: الأرض -.[7] .

وفي (المناقب) لموفّق بن أحمد الخوارزمي الحنفي: عن عيسي بن عبداللَّه، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رجل لابن عبّاس: سبحان اللَّه، ما أکثر مناقب عليّ وفضائله، إنّي لأحسبها ثلاثة آلاف؟! فقال ابن عبّاس: أوَلا تقول إنّها إلي ثلاثين ألفاً أقرب.[8] .

ولقد حاولنا في کتابنا هذا إلقاء بعض الضوء علي کمالات وفضائل أمير المؤمنين عليه السلام، ومع کلّ الجهد المتواضع الّذي بذلناه في فصوله المختلفة، کإسلامه وهجرته وجهاده وشجاعته وزهده وإنفاقه وعبادته وخلوصه وخشوعه وغير ذلک، فهو لا يعدو کونه قطرة في بحر فضائله ومناقبه الزاخر الفيّاض.

وأنّي لنا إحصاء فضائله وکمالاته وهو الّذي مع النبيّ من شجرة واحدة وباقي الخلائق من شجر شتّي[9] بل إنّه من العسر الوصول إلي کُنه کمالاته ومناقبه، وإزاء هذه الصفات أليس من الجدير واللائق أن يکون الرجل الّذي لا يماثله أحد ولا يناظره أحدٌ إماماً للمسلمين بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وخليفة له بلا فصل؟







  1. المناقب لموفّق بن أحمد الخوارزمي: 2، وفرائد السمطين 16:1.
  2. أسني المطالب: 46.
  3. الصواعق المحرقة: 120.
  4. تذکرة الخواصّ: 23.
  5. شواهد التنزيل 16:1.
  6. المصدر المتقدّم: 17.
  7. المصدر المتقدّم: 21.
  8. المناقب لموفّق بن أحمد الخوارزمي: 3.
  9. مستدرک الحاکم 240:2، بسنده عن جابر بن عبداللَّه رضي الله عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول لعليّ: «يا عليّ، النّاسُ من شجر شتّي وأنا وأنت من شجرة واحدة، ثمّ قرأ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَي بِمَاءٍ وَاحِدٍ» (سورة الرعد: 4). قال الحاکم: هذا حديث صحيح الإسناد.