انّه أفضل النّاس بعد رسول اللَّه











انّه أفضل النّاس بعد رسول اللَّه



يجب أن يکون الإمام - المنصوب من قِبل اللَّه تعالي - أفضل أهل زمانه لقبح تقديم المفضول علي الفاضل، أمّا عقلاً فواضح، وأمّا سمعاً لقوله سبحانه: «أَفَمَن يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمْ مَن لَا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَي فَمَا لَکُمْ کَيْفَ تَحْکُمُونَ»[1] وأمّا کون عليّ بن أبي طالب عليه السلام أفضل النّاس بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فيکفي شاهداً علي ذلک قوله تعالي في آية المباهلة: «وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَکُمْ»[2] إذ جعل اللَّه سبحانه عليّاً نفس الرسول في الآية، بناءً علي ما صرّح به أئمّة التفسير والروايات الصحاح المتواترة من أنّ المراد من «أَنفُسَنَا» هو عليّ بن أبي طالب؛ إذ دعاه يوم المباهلة دون غيره من الأصحاب، ومن البيّن أنّه ليس المراد من النفسيّة حقيقة الاتّحاد لامتناعه عقلاً، بل المراد منها المساواة فيما يمکن المساواة فيه من الفضائل والکمالات؛ لأنّه أقرب المعاني المجازيّة إلي المعني الحقيقي، فيحمل عليها عند تعذّر الحقيقة علي قاعدة الاُصول، ولا ريب أنّ الرسول أفضل النّاس اتّفاقاً، ومساوي الأفضل علي جميع النّاس أفضل عليهم قطعاً.[3] .







  1. سورة يونس: 35.
  2. سورة آل عمران: 61.
  3. راجع الحديث مع مسانيده في فصل: (عليّ عليه السلام وآية المباهلة).