آية الولاية











آية الولاية



قوله تعالي: «إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ».[1] وهذه الآية باتّفاق أکثر المفسّرين وباستناد الأخبار المأثورة عن نبيّ الإسلام وأصحابه الکرام نزلت في شأن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، حيث سأله سائل وهو في الصلاة حال رکوعه، فتصدّق بخاتمه، وأنّ دلالة الآية علي إمامة عليّ بن أبي طالب واضحة؛ لأنّ لفظة (إنّما) للحصر بالنقل عن أهل اللغة وأئمّة التفسير.

ولفظ (الوليّ) المتولّي في اُمور العباد وحقوقهم، والمتصرّف في اُمورهم بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، لا سائر معانيه من الناصر، والمالک والعبد والمعتِق والمعتق والصاحب، وغيرها من معاني المولي.

والمراد من الموصول (الّذين) في الآية بعض المؤمنين لا جميعهم؛ لأنّه لو کان جميع المؤمنين لزم أن يکون کلّ واحد وليّاً لنفسه، وهو باطلٌ، وأنّه وصفهم بوصف غير حاصل لکلّهم، وهو إيتاء الزکاة حال الرکوع في الصلاة، والمراد بذلک البعض هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومَن حذا حذوه - أعني الأئمّة المعصومنين عليهم السلام - للنقل الصحيح واتّفاق أکثر المفسّرين علي أنّه عليه السلام کان يُصلّي فسأله سائل فأعطاه خاتمه وهو راکع. إذن فعليّ بن أبي طالب عليه السلام کان أوْلي بالتصرّف فينا بعد النبيّ صلي الله عليه و آله.[2] .







  1. سورة المائدة: 55.
  2. ولمزيد من الاطّلاع علي الروايات والاستدلال بها راجع فصل: (عليّ عليه السلام وآية الولاية).