وظائف الإمام











وظائف الإمام



إنّ الإمامة - کما مرّت الإشارة إليها - هي رئاسة عامّة إلهيّة في اُمور الدين والدنيا، واستمرار لوظائف النبوّة کلّها سوي تحمّل الوحي الإلهي، ومقتضي هذا أنّ الإمام متّصف بالشروط المشترطة في النبيّ سوي أنّه لا يُوحي من الظالم، ويمنع الظالم عن ظلمه، ويزجر النّاس عن جميع المعاصي، ويحثّهم علي الطاعات، ويؤيّد قوانين الشرع، وينفِّذُ أحکامه علي أبلغ وجه، وأتمّ طريق کانوا إلي الصلاح فيه من الدين أقرب، ومن الفساد أبعد.

وبعبارة اُخري: ما کان للنبيّ من تفسير الکتاب العزيز وشرح مقاصده وأسراره ورموزه، وبيان أحکامه، وردّ الشبهات والسؤالات العويصة الّتي يثيرها أعداء الدين من اليهود والنصاري والمشرکين، وکذا صيانة الدين من التحريف والدسّ، ومراقبة ما أخذه عنه المسلمون من اُصول وفروع، وإجراء الأحکام الشرعيّة من الحدود والتعزيرات، وجميع ما يحتاج النّاس في دينهم ودنياهم، کلّه ينتقل إلي الإمام من بعده.

وبعبارة موجزة: الإمام يخلّف النبيّ صلي الله عليه و آله بکلّ الاُمور الّتي مارسها النبيّ في حياته؛ وذلک لکي يحافظ علي الإسلام الأصيل المحمّدي، ولذلک فُرض علي النبيّ صلي الله عليه و آله ا ن يعيّن الإمام بعده بأمر من اللَّه سبحانه، وإلّا واجهت الاُمّة المخاطر والمهالک، ولهذا فإنّه صلي الله عليه و آله نصّ علي إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بملأ من النّاس في أکثر من مناسبة، وفي خُطب وکلمات مختلفة، لکي يُعرِّف للمسلمين إمامهم بعده، وقد دعا ذلک مراراً، وفي مواضع شتّي، وحتّي في الظروف الحسّاسة والصعبة لتجنّب عوامل الفُرقة والاختلاف بعده.[1] .







  1. وقد أشار إلي مسؤوليّات الإمام وتکاليفه ووظائفه، الاُستاذ المحقّق الفقيه آية اللَّه العظمي المنتظري دامت برکاته العالية في دراسات ولاية الفقيه 386:1، فراجع.