قضية من العالم السيّد محمّد باقر الموسوي
وشعرت أنّ روحي قد وصلت إلي صدري، فدعوت سيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وقلت: يابن رسول اللَّه، لقد جئت بجوارکم لکي استوعب معارف عقيدتکم، وأتشرّف بخدمتکم، وإذا کنتم ترون فيَّ اللياقة کخادم لکم فاطلبوا من اللَّه أن يرجعني، فإذن رأيت رجلاً ثالثاً متّشحاً بالبياض أيضاً قد جاء ونزل من الشقّ الّذي في السقف، وقال للأوّلين: کفّا عنه، فإنّ الإمام الحسين عليه السلام مشغول بالدعاء له، فلم يهتمّا له، فذهب وجاء الإمام عليه السلام وقال: لقد أخذت الشفاء لهذا الأخ قوما واذهبا. يقول السيّد الموسوي: لقد سألت المرحوم آية اللَّه العظمي الحاج الشيخ مرتضي الحائري[3] ابن المرحوم الحاج الشيخ حول الموضوع وأيّده. 2- و قال السيّد الموسوي الهمداني ونقل لنا ابن السيّد هادي کروسي[4] بأنّ والده کان في سنة 1333 في حالة الاحتضار، حيث اُغمي عليه، وبينما کنتُ أنا الوحيد بالقُرب منه، فجأة أفاق من إغمائه، وقال لي - ولدي - من هذا السيّد الجليل الّذي کان يصلّي هنا؟ فدقّقت نظري وأمعنت فلم أجد أحداً.[5] . فقلت لأبي: إنّه أحد أصدقائک مشغول بالصلاة، وبعد ذلک احتضنت والدي ونقلته إلي الغرفة العليا، وقطّرت في فمه بعض قطرات الماء بالملعقة، وعندئذٍ أشار بيده إلي باب الغرفة قائلاً: تفضّل!! وهو ينظر إليّ، فأضاف: سيّدي أمير المؤمنين عليه السلام. وفي هذه الأثناء مدّ - أبي - يده إلي فمه کأنّه اتّخذ قدحاً ليشرب ما فيه، فشرب ولم أرَ الماء، وفارق الحياة. و مثل هذه القضايا کثيرة جداً نعرض عنها للاختصار و نسأل اللَّه ان يرزقنا زيارتهم عليهم السلام حال الاحتضار و شفاعتهم يوم الجزاء آمين يا رب العالمين.
1- نقل السيّد محمّد باقر الموسوي الهمداني[1] عن آية اللَّه السيّد ميرزا حسن فريد عن اُستاذه المرحوم آية اللَّه العظمي الحاج الشيخ عبدالکريم الحائري رحمه الله مؤسّسة الحوزة العلميّة في قم المشرّفة، قال: بينما کنت مشغولاً بالدرس في کربلاء المقدّسة ابتليت بمرض الحصبة، وفي اليوم الرابع عشر من العلاج المدعو يوم الأزمة[2] لم أتعرّق، فکان ذلک علامة الموت. وقد أيقنت عندها أنّي أموت، وکذلک الحاضرون، وفي تلک الأثناء انشقّ سقف الغرفة، ودخل شخصان متّشحان بالبياض، وجلسوا بطرف رجلي، لم يقولا شيئاً ولم يلمسا بدني، في هذه الحال أحسست أنّ الألم والحرقة قد سکنا وبدءا يصعدان إلي الأعلي، عندها فهمت أنّ هذين کانا مسؤولين عن قبض روحي، وفي حال أنّ حواسي تعمل وسالمة جميعاً کنت أري عيالي وهم يبکون عليّ، ويستعدّون لتجهيزي، مخبّرين الجيران بموتي.