قضايا من آية اللَّه الاراكي











قضايا من آية اللَّه الاراکي



1- وفي الساعة العاشرة والنصف من يوم الأحد المصادف 1369/8/7 تشرّفنا بزيارة آية اللَّه العظمي الشيخ الآراکي، وطلبنا منه أن يقصّ لنا بعض الموارد الّتي لها مساس بالبحث، فنقل لنا عن والده المعروف بالحاج ميرزا أنّه قال: کان في منطقه مصلح آباد[1] ضابط برتبة مقدّم اسمه محمّد خان أجودان فوج، قد أرسل إليَّ رسالة طلب فيها أن آتي لزيارته غداً في منزله بصحبة المُلّا موسي روحاني. قال والدي: ذهبنا في اليوم التالي لزيارة محمّد خان في منزله فوجدناه قد توسّد وسادة الموت، وکأنّه في حالة احتضار.

فقال حينئذٍ: آتوني غليون الوداع. فذهبوا وجلبوا له الغليون.. واحتضنّاه وأعنّاه علي الجلوس، فجلس، ووضعوا الغليون أمامه، وقد حاول عبثاً ودون جدوي أن يمصّ الغليون فلم يستطع، وقال: يکفي، خذوا الغليون، ثمّ نام وصاح بعدها فجأة: يا مُلّا موسي، اقرأ دعاء الفرج، فقد عقدوا شُصّ المحبّة[2] في قدمي، وقرأ ملّا موسي الدعاء، ولم يمرّ کثيراً حيث قال: اقرأ لقد وصل شصّ المحبّة إلي رجلي، وقرأ الملّا الدعاء، فقال: اقرأ لقد وصل إلي ظهري، فقرأ وقال: اقرأ لقد وصل إلي حلقي، فودّع الدنيا.

2- والمورد الآخر نقله لنا عن المرحوم آية اللَّه العظمي الحاج سيّد أحمد الخوانساري، قال: إنّ آية اللَّه الحاج نور الدين صاحب کتاب (تفسير القرآن والعقل) ابتلي بمرض العُطاش[3] ومن خصوصيّات هذا المرض أن يدخلوا ميلاً في بطن المصاب لاستخراج الماء، وکان الدکتور المعالج لنور الدين يقول: لقد أدخلنا الميل في بطنه مراراً واستخرجنا الماء منه إلّا أنّه لم يقل مرّة: آه.

يقول الخوانساري: لقد ذهبت لعيادته وکانت عيناه مغلقتين وکأنّه نائم، فخرجنا منه، وفي اليوم التالي أخبرونا بوفاته، فذهبت للتجهيز والتشييع، حينها قال لي الدکتور المعالج للحاج السيّد أحمد: عندما ذهبت البارحة فتح عينيه ونظر جانباً، وقال: السلام عليکم، ثمّ نظر إلي جانب آخر وقال: السلام عليکم، ثمّ فارق الحياة.

3- وممّا آية اللَّه الاراکي نقله عن ابن أخيه الميرزا غلام حسين مصلحي، قال: ذهبت عصر يوم الخميس لعيادة والدي فوجدته في حالة احتضار، وطلب منّي البقاء، فبقيت، ولکنّي رأيت ما يثير الدهشة والاستغراب: أنّ غرباناً في باب الغرفة تذهب وتجي ء، وفجاة قال: أعطني مسبحتي وخاتمي، فأعطيتهماه، وأضاف: ادعُ لي بدعاء العديلة، فدعوت، ثمّ جلس واضعاً يده علي صدره قائلاً: السلام عليکم.. قال هذا و فارق الحياة.







  1. مصلح آباد: قرية تقع علي بعد سبعة فراسخ من آراک ايران.
  2. الشصّ: حديدة عقفاء يصاد بها السمک. لسان العرب 48:7، والمراد هنا محبّة أهل البيت عليهم السلام.
  3. العُطاش: داء يصيب الإنسان يشرب الماء فلا يروي. مجمع البحرين 143:4، مادة «عطش».