قصة الحميري
کذب الزاعمون أنّ عليّاً قد وربّي دخلت جنّة عدن فابشروا اليوم أولياء عليّ ثمّ من بعده تولّوا بنيه ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه حقّاً حقّاً، أشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه حقّاً حقّاً، أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقّاً حقّاً، أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، ثمّ أغمض عينه لنفسه، فکأنّما کانت روحه ذبالة[3] طفيت، أو حصاة سقطت.[4] . وروي العلّامة الأميني رحمه الله عن رجال (الکشي) ص185، و(أمالي ابن الشيخ) ص311، و (بشارة المصطفي)، عن أبي سعيد محمّد بن رشيد الهروي، قال: إنّ السيّد اسودّ وجهه عند الموت، فقال: هکذا يفعل بأوليائکم يا أمير المؤمنين؟ قال: فابيضّ وجهه کأنّه القمر ليلة البدر. فأنشأ يقول: اُحبّ الّذي من مات من أهل وُدّه ومن مات يهوي غيره من عدوّه أبا حسن أفديک نفسي واُسرتي أبا حسن إنّي بفضلک عارف وأنت وصيّ المصطفي وابن عمّه ولاح لحاني في عليّ وحزبه مواليک ناج مؤمن بين الهدي
وفي (کشف الغمّة وغيره): عن الحسين بن عون، قال: دخلت علي السيّد ابن محمّد الحميري عائداً في علّته الّتي مات فيها، فوجدته يُساق به[1] ووجدت عنده جماعة من جيرانه، وکانوا عثمانيّة، وکان السيّد جميل الوجه، رحب الجبهة، عريض ما بين السالفين، فبدت في وجهه نکتة سوداء مثل النقطة من المداد، ثمّ لم تزل تنمي وتزيد حتّي طبَّقت وجهه بسوادها، فاغتمّ لذلک مَن حضره من الشيعة، وظهر من الناصبة سرور وشماتة، فلم يلبث بذلک إلّا قليلاً حتّي بدت في ذلک المکان من وجهه لمعة بيضاء، فلم تزل تزيد أيضاً وتنمي حتّي اصفرّ وجهه وأشرق وافترّ ضاحکاً، وقال:
لم ينجّي محبّه من هنات[2] .
وعفا لي الإله عن سيّئاتي
وتولّوا الوصيّ حتّي الممات
واحداً بعد واحد بالصفات
تلقّاه بالبُشري لدي الموت يضحک
فليس له إلّا إلي النّار مسلک
ومالي وما أصبحت في الأرض أملک
وإنّي بحبل من هواک لممسک
فإنّا نعادي مبغضيک ونترک
فقلت لحاک اللَّه إنّک أعفک[5] .
وقاليک معروف بالضلاة مشرک[6] .