قصة الحارث الهمداني
قال عليه السلام: و فيم خصومتهم؟ قال: فيک فمن مفرط منهم غال، و مقتصد قال، و من متردد مرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم[3] فقال عليه السلام: «حسبک يا أخا همدان، ألا إنّ خير شيعتيي النمط الأوسط إليهم يرجع الغالي و بهم يلحق التالي، الي ان قال عليه السلام: و اُبشّرک - يا حارث - لتعرفني عند الممات، وعند الصراط، وعند الحوض، وعند المقاسمة». قال الحارث: وما المقاسمة؟ قال: «مقاسمة النّار اُقاسمها قسمة صحيحة، أقول: هذا وليّي، فاترکيه، وهذا عدوّي، فخذيه». قال جميل بن صالح: وأنشدني أبو هاشم السيّد الحميري رحمه الله فيما تضمّنه هذا الخبر: قول عليّ لحارث عجب يا حار همدان من يمت يرني يعرفني طرفُهُ وأعرفُهُ وأنت عند الصراط تعرفني اُسقيک من بارد علي ظمأ أقول للنّار حين توقف[4] للعرض دعيه لا تقربيه إنّ له
عن الأصبغ بن نباتة، قال: فدخل الحارث الهمداني علي أميرالمؤمنين عليه السلام في نفرٍ من الشيعة و کنت فيهم فجعل الحارث يتئد في مشيته و يخبط الأرض محجة[1] و کان مريضاً فاقبل عليه عليّ عليه السلام فقال: کيف تجدک يا حارث؟ فقال: نال الدهر يا أميرالمؤمنين منّي و زادني أوباً غليلاً (في نسخة: اوباراً و غليلاً).[2] اختصام أصحابک ببابک.
کم ثمّ اُعجوبة له حملا
من مؤمن أو منافق قُبلا
بنعته واسمه وما عملا
فلا تخف عثرة ولا زللا
تخاله في الحلاوة العسلا
دعيه لا تقتلي[5] الرجلا
حبلاً بحبل الوصيّ متّصلا[6] .