نبذة من الأخبار في هذا المقام











نبذة من الأخبار في هذا المقام



روي الکليني رحمه الله: بإسناده عن أبان بن عثمان، عن عقبة أنّه سمع أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: «إنّ الرجل إذا وقعت نفسه في صدره يري».

قلت: جُعلتُ فداک، وما يري؟ قال: «يري رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فيقول له رسول اللَّه: أنا رسول اللَّه أبشر، ثمّ يري عليّ بن أبي طالب عليه السلام فيقول: أنا عليّ بن أبي طالب الّذي کنت تحبّه، تحبّ أن أنفعک اليوم» الحديث.[1] .

وعنه أيضاً: عن سدير الصيرفي، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: جُعلت فداک - يابن رسول اللَّه -: هل يُکره المؤمن علي قبض روحه؟ قال: «لا واللَّه، إنّه إذا أتاه ملک الموت لقبض روحه جزع عند ذلک، فيقول له ملک الموت: ياوليّ اللَّه، لا تجزع، فوالّذي بعث محمّداً صلي الله عليه و آله لأنا أبرُّ بک وأشفق عليک من ولد رحيم لو حضرک، افتح عينک فانظر، قال: ويمثل له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ذرّيّتهم عليهم السلام، فيقال له: هذا رسول اللَّه وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام رفقاؤک. قال: فيفتح عينه، فينظر فينادي روحه مناد من قِبل ربّ العزّة، فيقول: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ»[2] إلي محمّد وأهل بيته، «ارْجِعِي إِلَي رَبِّکِ رَاضِيَةً» بالولاية، «مَرْضِيَّةً»[3] بالثواب، «فَادْخُلِي فِي عِبَادِي»[4] يعني محمّداً وأهل بيته، «وَادْخُلِي جَنَّتِي»[5] فما شي ء أحبّ إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي».[6] .

و عن ابن شهر آشوب عن زريق، عن الصادق عليه السلام في قوله تعالي: «لَهُمُ الْبُشْرَي فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»[7] قال: «هو أن يبشّراه بالجنّة عند الموت»، يعني محمّداً صلي الله عليه و آله وعليّاً عليه السلام.[8] .

وعنه أيضاً: عن الفضيل بن يسار، عن الباقرين عليهماالسلام، قالا: «حرام علي روح أن تفارق جسدها حتّي تري محمّداً وعليّاً وحسناً وحسيناً بحيث تقرّ عينها».[9] .

وفي (البحار): عن (بشارة المصطفي) بالإسناد عن أبي جعفر، عن آبائه عليهم السلام، عن النبيّ صلي الله عليه و آله، قال: «والّذي نفسي بيده، لا تفارق روح جسد صاحبها حتّي تأکل من ثمار الجنّة، أو من شجرة الزقوم، وحين تري ملک الموت تراني وتري عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السلام، فإن کان يُحبّنا قلت: يا ملک الموت، ارفق به، إنّه کان يحبّني ويحبّ أهل بيتي، وإن کان يُبغضنا، قلت: يا ملک الموت، شدّد عليه إنّه کان يبغضني ويبغض أهل بيتي».[10] .

وفيه أيضاً: عن (تفسير الفرات)، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهماالسلام، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «يا عليّ، إنّ فيک مثلاً من عيسي بن مريم عليه السلام؛ قال اللَّه تعالي: «وَإِن مِن أَهْلِ الْکِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَکُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً».[11] يا عليّ، إنّه لا يموت رجل يفتري علي عيسي بن مريم عليه السلام حتّي يؤمن به قبل موته ويقول فيه الحقّ، حيث لا ينفعه ذلک شيئاً، وإنّک علي مثله، لا يموت عدوّک حتّي يراک عند الموت فتکون عليه غيظاً وحزناً حتّي يقرّ بالحقّ من أمرک ويقول فيک الحقّ، ويقرّ بولايتک حيث لا ينفعه ذلک شيئاً، وأمّا وليّک فإنّه يراک عند الموت فتکون له شفيعاً ومبشّراً وقرّة عين».[12] .

وفي (الکافي): عن يحيي بن سابور، قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول في الميّت تدمع عينه عند الموت، فقال: «ذلک عند معاينة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فيري ما يسرّه»، ثمّ قال: «أما تري الرجل يري ما يسرّه وما يحبّ فتدمع عينه لذلک ويضحک؟».[13] .

وفيه أيضاً: بسنده عن عبدالرحيم، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: حدّثني صالح بن ميثم، عن عباية الأسدي أنّه سمع عليّاً عليه السلام يقول: «واللَّه لا يبغضني عبدٌ أبداً يموت علي بغضي إلّا رآني عند موته حيث يکره، ولا يحبّني عبد أبداً فيموت علي حبّي إلّا رآني عند موته حيث يحبّ»، فقال أبو جعفر: «نعم، ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله باليمين».[14] .

وفيه أيضاً: عن عمّار بن مروان، قال: حدّثني مَن سمع أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: «منکم واللَّه يقبل، ولکم واللَّه يغفر، إنّه ليس بين أحدکم وبين أن يغتبط ويري السرور وقرّة العين إلّا أن تبلغ نفسه هاهنا»، وأومأ بيده إلي حلقه، ثمّ قال: «إنّه إذا کان ذلک واحتضر، حضره رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وعليّ عليه السلام، وجبرئيل، وملک الموت عليهماالسلام، فيدنو منه عليّ عليه السلام فيقول: يا رسول اللَّه، إنّ هذا کان يُحبّنا أهل البيت، فأحبّه، ويقول رسول اللَّه: يا جبرئيل، إنّ هذا کان يحبّ اللَّه ورسوله وأهل بيت رسوله، فأحبّه، ويقول جبرئيل لملک الموت: إنّ هذا کان يحبّ اللَّه ورسوله وأهل بيت رسوله، فأحبّه وأرفق به، الحديث.[15] .

وفيه أيضاً، وفي (تفسير العيّاشي): عن عقبة بن خالد، قال: دخلت أنا والمعلّي علي أبي عبداللَّه عليه السلام فقال: «يا عقبة، لا يقبل اللَّه من العباد يوم القيامة إلّا هذا الدين الّذي أنتم عليه، وما بين أحدکم وبين أن يري ما تقرّ به عينيه إلّا أن يبلغ نفسه إلي هذه» - وأومأ بيده إلي الوريد - ثمّ اتّکأ وغمزني المعلّي أن سله، فقلت: يابن رسول اللَّه، إذا بلغت نفسه إلي هذه فأيّ شي ء يري؟ فقال في آخرها: «يا عقبة». فقلت: لبّيک وسعديک. فقال: «أبيتَ إلّا أن تعلم». فقلت: «نعم - يابن رسول اللَّه - إنّما ديني مع دينک، فإذا ذهب ديني کان ذلک، فکيف لي بک - يابن رسول اللَّه - کلّ ساعة، وبکيتُ فرقّ لي. فقال: «يراهما واللَّه». فقلت: بأبي واُمّي، مَن هما؟ قال: «ذلک رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعليّ عليه السلام. يا عقبة، لن تموت نفس مؤمنة أبداً حتّي تراهما»، الحديث.[16] .

في (تفسير العيّاشي): عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لأبي جعفرءعليه السلام: ما يصنع بأحد عند الموت؟ قال: «أما واللَّه - يا أبا حمزة - ما بين أحدکم وبين أن يري مکانه من اللَّه ومکانه منّا يقرّ به عينه، إلّا أن يبلغ نفسه هاهنا - ثمّ أهوي بيده إلي نحره - ألا اُبشّرک يا أبا حمزة؟». فقلت: بلي، جعلت فداک. فقال: «إذا کان ذلک أتاه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعليّ عليه السلام معه، يقعد عند رأسه فقال له - إذا کان ذلک - رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: أما تعرفني؟ أنا رسول اللَّه، هلمّ إلينا، فما أمامک خيرٌ لک ممّا خلّفت، أمّا ما کنت تخاف فقد أمنته، وأمّا ما کنت ترجو فقد هجمت عليه. أيّتها الروح، اخرجي إلي روح اللَّه ورضوانه، ويقول له عليّ عليه السلام مثل قول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله».[17] .







  1. الکافي 133:3.
  2. سورة الفجر: 27.
  3. سورة الفجر: 28.
  4. سورة الفجر: 29.
  5. سورة الفجر: 30.
  6. الکافي 127:3، وتفسير البرهان 46:4.
  7. سورة يونس: 64.
  8. المناقب لابن شهرآشوب 223:3، والبحار 191:6.
  9. المصدر المتقدّم 223:2، والبحار 191:6.
  10. البحار 194:6.
  11. سورة النساء: 159.
  12. المصدر المتقدّم: 194.
  13. الکافي 133:3، والبحار 182:6، ونحوه في المناقب لابن شهرآشوب 224:3.
  14. الکافي 132:3، وقوله عليه السلام: «ورسول اللَّه باليمين»، يعني يري المحتضر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي يمينه.
  15. الکافي 131:3.
  16. المصدر المتقدّم: 128، وتفسير العيّاشي 125:2، ولفظ الحديث من تفسير العيّاشي.
  17. تفسير العيّاشي 126:2، والبحار 178:6.