كلمة حول حضور الأئمّة عند المحتضر











کلمة حول حضور الأئمّة عند المحتضر



ورد في الأخبار المستفيضة، بل المتواترة: أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعليّاً وفاطمة والأئمّة المعصومين عليهم السلام من ولدهما يحضرون عند المحتضر، وهذا من عقائد الإماميّة وخصائصهم، وقد أخذوا هذا الاعتقاد عن أهل البيت عليهم السلام.

والجدير بالذکر أنّ الأخبار والأحاديث الّتي شاهدتها في هذا الباب مختلفة في تعابيرها، يظهر من بعضها أنّهم عليهم السلام يتمثّلون للمحتضر، کقول الصادق عليه السلام: «ويمثّل له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وأمير المؤمنين و...». ومن بعضها: أنّ المحتضر يراهم ويعرفهم کقول عليّ عليه السلام: «يا حارث، لتعرفني عند الممات، وعند الصراط، وعند الحوض، وعند المقاسمة». وکذا قول الصادق والباقر عليهماالسلام: «حرام علي روح أن تفارق جسدها حتّي تري الخمسة: محمّدا صلي الله عليه و آله وعليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً». وکذا قول الصادق عليه السلام أيضاً: «رآه وربّ الکعبة»، قالها ثلاثاً.

ويظهر من أکثرهم أنّهم عليهم السلام يحضرون عند الميّت بأنفسهم الشريفة وأشخاصهم العينيّة، ويبشّرونه ويلقّنونه ويجلسون عند رأسه وعند رجليه، ويُعرّفونه لجبرئيل عليه السلام، کقول النبيّ صلي الله عليه و آله: «يا عليّ، إنّ محبّيک يفرحون في ثلاثة مواطن: عند خروج أنفسهم وأنت هناک تشهدهم...».

وقول الصادق عليه السلام: «ما يموت موال لنا إلّا ويحضره رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وأمير المؤمنين و...»، وقول موسي بن جعفر عليهماالسلام: «لا بدّ لنا من حضور جنائزکم في أي بلد کان...».

فإنّ هذه الأخبار دالّة بصراحةٍ علي حضورهم عند المحتضر، وإنکانت کيفيّة حضورهم عليهم السلام مجهولة لنا، ويکفينا فيه الإيمان به إجمالاً وفقاً للروايات، کما هو شأن سائر أخبار الغيب الواردة في الکتاب والسنّة.