علي و رعاية حق الضيف











علي و رعاية حق الضيف



وفي تفسير الإمام الحسن بن عليّ العسکري عليهماالسلام، أنّه قال: «أعرف النّاس بحقوق إخوانه، وأشدّهم قضاءً لها، أعظمهم عند اللَّه شأناً، ومَن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند اللَّه من الصدّيقين، ومن شيعة عليّ بن أبي طالب عليه السلام حقّاً، ثمّ قال:

ولقد ورد علي أمير المؤمنين عليه السلام أخوانٌ له مؤمنان أبٌ وابنٌ، فقام إليهما وأکرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين أيديهما ثمّ أمر بطعام فاُحضر، فأکلا منه، ثمّ جاء قنبر بطشت وإبريق خشب ومنديل لِلْيُبس، وجاء ليصبّ علي يد الرجل ماءً، فوثب أمير المؤمنين عليه السلام، فأخذ الإبريق ليصبّ علي يد الرجل فتمرّغ الرجل في التراب، وقال: يا أمير المؤمنين، اللَّه يراني وأنتَ تصبّ علي يدي؟

قال: اقعد، واغسل يدک، فإنّ عزّ وجلّ يراک، وأخاک الّذي لا يتميّز منک ولا ينفصل عنک[1] ويزيد بذلک في خدمه[2] في الجنّة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا، وعلي حسب ذلک في ممالکيه فيها، فقعد الرجل. فقال له عليّ عليه السلام: «أقسمت بعظيم حقّي الّذي عرفته و نحلته وتواضعک للَّه حتّي جازاک عنه بأن تدنيني لما شرّفک به من خدمتي لک لمّا غسلت مطمئناً کما کنت تغسل لو کان الصابّ عليک قنبراً، ففعل الرجل ذلک.

فلمّا فرغ ناول الإبريق محمّد بن الحنفيّة، وقال: با بُنيّ، لو کان هذا الإبن حضرني دون أبيه لصببت علي يده، ولکنّ اللَّه عزّ وجلّ يأبي أن يُسوّي بين ابن وأبيه إذا جمعهما مکان، لکن قد صبّ الأب علي الأب فليصبّ الابن علي الابن، فصبّ محمّد بن الحنفيّة علي الابن».

ثمّ قال الحسن بن عليّ العسکري عليه السلام: «فمن اتّبع عليّاً عليه السلام علي ذلک فهو الشيعي حقّاً».[3] .







  1. في نسخة: «ولا يتفضّل عنک».
  2. في نسخة: «في خدمته».
  3. تفسير الإمام الحسن العسکري عليه السلام: 325، طبع مدرسة الإمام المهدي (عج)، والبحار 55:41.