في شروط الضيافة في كلام عليّ











في شروط الضيافة في کلام عليّ



ومن کتاب له عليه السلام إلي عثمان بن حنيف الأنصاري - وهو عامله علي البصرة - وقد بلغه أنّه دعي إلي وليمة قوم من أهلها فمضي إليها: «فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً مِنْ فِتْيَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَعَاکَ إلي مَأْدُبَةٍ فَأَسْرَعْتَ إِلَيْهَا تُسْتَطَابُ لَکَ الْأَلْوَانُ، وَتُنْقَلُ إِلَيْکَ الْجِفَانُ. وَمَا ظَنَنْتُ أَ نَّکَ تُجِيبُ إِلي طَعَامِ قَوْمٍ، عَائِلُهُمْ مَجْفُوٌّ، وَغَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ. فَانْظُرْ إِلَي مَا تَقْضَمُهُ مِنْ هذَا الْمَقْضَمِ، فَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْکَ عِلْمُهُ فَالْفِظْهُ، وَمَا أَيْقَنَتَ بِطِيب وُجُوهِهِ فَنَلْ مِنْهُ»، الحديث.[1] .

ويستفاد من کتاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إلي عثمان بن حنيف اُمور منها:

1- ينبغي أن لا تقتصر الدعوة إلي المأدبة علي الأغنياء، بل يجب أن تعمّ الفقراء أيضاً.

2- أن لاتتجاوز الضيافة الحدّالمتعارف لدي النّاس،وأن تکون بعيدة عن التکلّف المقيت.

3- أن لا تؤدّي تلبية الدعوة إلي سوء الظنّ والتهمة للإنسان.

4- علي مسؤولي الدولة أن يراعوا هذه الاُمور أکثر من غيرهم في تلبية الدعوات، لئلّا يکونواً غرضاً لسهام الاتّهام، مراعين شروط الإمام عليه السلام في تقبّل الدعوة.

وفي (الخصال) وفي (صحيفة الإمام الرضا عليه السلام): بإسناده، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ عليهماالسلام، قال: «دعا رجل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال له: أجبتک علي أن تضمن لي ثلاث خصال. قال: وما هي، يا أمير المؤمنين؟ قال: «أن لا تُدخل علَيَّ شيئاً من خارج، ولا تدّخر عنّي شيئاً في البيت، ولا تجحف بالعيال». قال: ذلک لک، فأجابه عليّ عليه السلام.[2] .







  1. نهج البلاغة: 956، الکتاب 45.
  2. الخصال للشيخ الصدوق رحمه الله 189:1، باب الثلاثة، ح 26، وصحيفة الإمام الرضا عليه السلام: 246، ح 155، طبع مدرسة الإمام المهدي (عج) - قم.