في مفهوم التواضع ومدحه و كذا الكبر و آفاته











في مفهوم التواضع ومدحه و کذا الکبر و آفاته



التواضع ضد الکبر فهو بمعني إظهار الخشوع والخضوع والذلّ والافتقار إلي اللَّه تعالي عند ملاحظة عظمته وعند تجدّد نعمه أو تذکّرها، والتنکّر للنفس يمنع من أن يري لِذاتها مزيّة علي الغير، وتلزمه أفعال وأقوال موجبة لاستعظام الغير وإکرامه، ولايظنّ أحدٌ أنّ التواضع يوجب الذلّة، بل يوجب الرفعة ويزيد صاحبه کثرة في الأموال والأولاد والأعوان في الدنيا والآخرة، وقد ورد في مدحه وحسنه الکثير من القرآن والسنّة. قال تعالي: «وَعِبَادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَي الْأَرضِ هَوْناً».[1] .

وجاء في (الکافي): عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لأصحابه: «إنّ الصدقة تزيد صاحبها کثرةً، فتصدّقوا يرحمکم اللَّه، وإنّ التواضع يزيد صاحبه رفعةً، فتواضعوا يرحمکم اللَّه، وإنّ العفو يزيد صاحبه عزّاً، فاعفوا يعزّکم اللَّه».[2] .

وفيه أيضاً: عن عمّار، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «سمعته يقول: إنّ في السماء ملکين موکّلين بالعباد، فمن تواضع للَّه رفعاه، ومَن تکبّر وضعاه».[3] .







  1. سورة الفرقان: 63.
  2. الکافي 121:2.
  3. المصدر المتقدّم: 122؛ راجع: مرآة العقول 247:8.