نبذة ممّا ظهر من إنفاقه











نبذة ممّا ظهر من إنفاقه



هناک کثير من الأخبار والروايات الّتي تتحدّث عن إنفاق أمير المؤمنين عليه السلام في سبيل اللَّه، وفيما يلي نشير إلي بعضها:

منها: في (المناقب): عن محمّد بن الصمّة، عن أبيه، عن عمّه، قال: رأيت في المدينة رجلاً علي ظهره قربة، وفي يده صحفة يقول: «اللّهمّ وليّ المؤمنين، وإله المؤمنين، وجار المؤمنين، أقبل قرباني الليلة، فما أمسيت أملک سوي ما في صحفتي وغير ما يواريني، فإنّک تعلم أنّي منعته نفسي مع شدّة سغبي في طلب القربة إليک غنماً. اللّهمّ، فلا تخلق وجهي، ولا تردّ دعوتي»، فأتيته حتّي عرفته، فإذا هو عليّ بن أبي طالب، فأتي رجلاً فأطعمه.[1] .

ومنها: في (الکافي): عن الحارث الهمداني، قال: سامرت أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين، عرضت لي حاجة. قال: «فرأيتني لها أهلاً». قلت: نعم، يا أمير المؤمنين. قال: «جزاک اللَّه عنّي خيراً»، ثمّ قام إلي السراج فأغشاها وجلس. ثمّ قال: «إنّما اغشيت السراج لئلّا أري ذلّ حاجتک في وجهک، فتکلّم فإنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: الحوائج أمانة من اللَّه في صدور العباد، فمن کتمها کتب له عبادة، ومَن أفشاها کان حقّاً علي من سمعها أن يعينه».

ومنها: في (البحار): روت الخاصّة والعامّة، منهم ابن شاهين المروزي، وشيرويه الديلمي، عن الخدري، وأبو هريرة: أنّ عليّاً عليه السلام أصبح ساغباً، فسأل فاطمة طعاماً، فقالت: «ما کانت إلّا ما أطعمتک منذ يومين، آثرت به علي نفسي وعلي الحسن والحسين». فقال: «إلا أعلمتني فأتيتکم بشي ء؟». فقالت: «يا أبا الحسن، إنّي لأستحيي من إلهي أن اُکلّفک ما لا تقدر عليه».

فخرج واستقرض عن النبيّ صلي الله عليه و آله ديناراً، فخرج يشتري به شيئاً فاستقبله المقداد قائلاً: ما شاء اللَّه، فناوله عليّ عليه السلام الدنيار، ثمّ دخل المسجد فوضع رأسه فنام، فخرج النبيّ صلي الله عليه و آله فإذا هو به، فحرّکه، وقال: «ما صنعت؟»، فأخبره، فقام وصلّي معه، فلمّا قضي النبيّ صلي الله عليه و آله صلاته قال: يا أبا الحسن، هل عندک شي ء نفطر عليه فنميل معک؟»، فأطرق لا يحير جواباً حياءً منه، وکان اللَّه أوحي إليه أن يتعشّي تلک الليلة عند عليّ عليه السلام، فانطلقا حتّي دخلا علي فاطمة وهي في مصلّاها، وخلفها جفنة تفور دخاناً، فأخرجت فاطمة الجفنة فوضعتها بين أيديهما، فسأل عليّ عليه السلام: «أنّي لکِ هذا؟». قالت: «هو من فضل اللَّه ورزقه «إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ».[2] .

قال: فوضع النبيّ صلي الله عليه و آله کفّه المبارک بين کتفي عليّ، ثمّ قال: «يا عليّ، هذا بدل دينارک»، ثمّ استعبر النبيّ صلي الله عليه و آله باکياً، وقال: «الحمد للَّه الّذي لم يمتني حتّي رأيت في ابنتي ما رأي زکريّاً لمريم».[3] .







  1. مناقب ابن شهرآشوب 76:2.
  2. سورة آل عمران: 37.
  3. البحار 30:41.