ممّا نزل في إنفاقه من القرآن الكريم











ممّا نزل في إنفاقه من القرآن الکريم



وقد نزلت في القرآن الکريم آيات کثيرة في إنفاق أمير المؤمنين عليّ بن أي طالب، وقد أشرنا إليها في فصول متعدّدة مفصّلاً، ونشير هنا إلي بعضها إجمالاً رعاية للاختصار وتتميماً للفصل:

1- قوله تعالي: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ»: ففي البحار عن الطبرسي والزمخشري و غيرهما عن ابن عبّاس، و کذا السيوطي في (الدرّ المنثور): عن ابن عبّاس، قال: نزلت هذه الآية: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ...» في عليّ بن أبي طالب عليه السلام، کانت له أربعة دراهم فأنفق بالليل درهماً، وبالنهار درهماً، سرّاً وعلانية.[1] .

2- وقوله تعالي: «إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ».[2] عن ابن الصبّاغ المالکي عن ابن عبّاس، قال: أن علياً عليه السلام صلّي مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوماً فسأل سائل في المسجد فأعطاه عليّ عليه السلام خاتمه راکعاً، فنزلت آية: «إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللَّهُ...» الآية.[3] .

3- و قوله تعالي: «وَيُؤْثِرُونَ عَلَي أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ»[4] نزلت في عليّ بن أبي طالب حين أطعم جائعاً في ليلة ونام هو وفاطمة وولداهما الحسن والحسين عليهم السلام جائعين، فنزلت الآية في شأنهم.

وقد ذکرنا الحديث مفصّلاً في المجلد الاوّل في فصل «عليّ عليه السلام و آية الايثار».

4- و قوله تعالي: «رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِکْرِ اللَّهِ» إلي قوله: «بِغَيْرِ حِسَابٍ»[5] نزلت في عليّ عليه السلام حيث أعطاه النبيّ صلي الله عليه و آله ثلاثمائة دينار هدية، فأعطي امرأة مائة دينار ليلة، وفي ليلة ثانية أعطي مائة دينار إلي رجل، وثالثة إلي رجل آخر، وقد ذکرنا الحديث بتمامه في فصل (عليّ عليه السلام والسخاء والجود).

5- قوله تعالي: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ مِسْکِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً × إِنَّمَ ا نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنکُمْ جَزَاءً وَلَا شُکُوراً».[6] فعن ابن المغازلي بسنده عن ليث بن أبي سليم، عن طاووس: نزلت الآيات في عليّ بن أبي طالب عليه السلام؛ وذلک أنّهم صاموا و فاطمة وخادمتهم، فلمّا کان عند الإفطار، وکانت عندهم ثلاثة أرغفة قال: فجلسوا ليأکلوا فأتاهم سائل، فقال: أطعموني فإنّي مسکين، فقام عليّ عليه السلام فأعطاه رغيفه، ثمّ جاء سائل فقال: أطعموا اليتيم، فأعطته فاطمة الرغيف، ثمّ جاء سائل، فقال: أطعموا الأسير، فقامت الخادمة فأعطته الرغيف، وباتوا ليلتهم طاوين، فشکر اللَّه لهم فأنزل هذه الآيات.[7] .

لقد کان إنفاقه وإحسانه عليه السلام يعمّ الجميع حتّي الغرباء، بل حتّي من کان من أعدائه، فآية الإطعام في سورة هل أتي تقول: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ مِسْکِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً»، والأسير هو المحارب من بلاد دار الحرب، ومع ذلک أنفق عليه وأفطر هو عليه السلام مع أهل داره علي الماء.

6- و قوله تعالي: «لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ».[8] .

في (البحار): عن ابن عبّاس، قال: لمّا أنزل اللَّه: «لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» الآية، بعث عبدالرحمن بن عوف بدنانير کثيرة إلي أصحاب الصفّة حتّي أغناهم، وبعث عليّ بن أبي طالب عليه السلام في جوف الليل بوسق من تمر، فکان أحبّ الصدقتين إلي اللَّه صدقة عليّ عليه السلام، واُنزلت الآية، وسئل النبيّ صلي الله عليه و آله: أي الصدقة أفضل في سبيل اللَّه؟ فقال: «جهد من مقلّ».[9] .

7- و قوله تعالي: «وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ».[10] .

في (تفسير العيّاشي): عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في هذه الآية، قال: «عليّ أمير المؤمنين عليه السلام أفضلهم، وهو ممّن ينفق ماله ابتغاء مرضاة اللَّه».[11] .

وفيه أيضاً: عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: في قوله تعالي: «وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ» الآية، قال: «اُنزلت في عليّ عليه السلام».[12] .







  1. البحار 62:36.
  2. سورة المائدة: 55.
  3. الفصول المهمّة: 124.
  4. سورة الحشر: 9.
  5. سورة النور: 37 و 38.
  6. سورة الإنسان 8 و 9.
  7. المناقب لابن المغازلي الشافعي: 273.
  8. سورة البقرة: 273.
  9. البحار 26:1.
  10. سورة البقرة: 265.
  11. تفسير العيّاشي 148:1.
  12. تفسير العيّاشي 148:1.