كلمة في إنفاق عليّ











کلمة في إنفاق عليّ



لقد کان أميرُ المؤمنين عليه السلام الحائز علي قصب السبق في کلّ مشاريع الإنفاق، الواجب منها والمستحبّ، فهو عليه السلام السخيّ الّذي لا يُجاري، والکريم الّذي لا يُباري، ولا يمکن لأحدٍ من أصحاب الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله أن يقف إلي جانبه أو يَصل إلي مقامه أو يدانيه في هذه القضيّة المبارکة.

ولعلّ الأوقاف الّتي أوقفها، والمساجد الّتي بناها، والآبار الّتي أحياها ووضعها في خدمة الآخرين، والطرق الّتي أصلحها، خير شاهد ودليل علي ما نقول، بل إنّه عليه السلام کان سبّاقاً لکلّ إنفاق مشروع، الواجب منه والمستحبّ، وفقاً لميسور الحال واقتضاء الإمکان.[1] .

کما أنّه عليه السلام لم يکن سخيّاً بماله وحسب، بل کان جواداً بنفسه المقدّسة في سبيل اللَّه حينما تعزّ النفوس ويضنّ بها.

قال ابن شهرآشوب في إنفاق عليّ عليه السلام في سبيل اللَّه: ولعليّ في ذلک فضائل؛ لأنّ الجود جودان: نفسي ومالي. قال اللَّه تعالي: «وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِکُمْ وَأَنْفُسِکُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذلِکُمْ خَيْرٌ لَکُمْ إِن کُنتُمْ تَعْلَمُونَ».[2] وقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «أجود النّاس من جاد بنفسه في سبيل اللَّه...»، فصار قوله: «لَا يَسْتَوِي مِنکُم مَنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا»[3] أليق بعليّ عليه السلام؛ لأنّه جمع بينهما ولم يجتمعا لغيره.[4] .







  1. لقد أشرنا إلي نماذج من هذه الإنفاقات في فصل (عليّ عليه السلام والسخاء والجود).
  2. سورة التوبة: 41.
  3. سورة الحديد: 10.
  4. المناقب لابن شهرآشوب 71:2، والبحار 24:41.