ان لم تکن حليماً فتحلّم
وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: «کفي بالحلم ناصراً»، وقال: «إذا لم تکن حليماً فتحلّم».[2] . بيان الحديث: «کفي بالحلم ناصراً»؛ لأنّه بالحلم تندفع الخصومة، بل يصير الخصم محبّاً له، وهذا أحسن النصر، مع أنّ الحليم يصير محبوباً عند النّاس، فالنّاس ينصرونه علي الخصوم ويعينونه في المکاره. ولذا قال عليّ عليه السلام: «أوّل عوض الحليم من حلمه، أنّ النّاسَ أنصارُهُ عَلي الجاهل».[3] . «وإذا لم تکن حليماً فتحلّم»، أي إذا لم تکن حليماً بحسب الخلقة والطبع فتحلّم، أي أظهر الحلم تکلّفاً، وجاهد نفسک في ذلک حتّي يصير خُلقاً لک ويسهل عليک، مع أنّ تکلّفه بمشقّة أکثر ثواباً. هذه کلمة في الحلم وأهمّيته، وننتقل بعد هذا إلي حلم أمير المؤمنين عليه السلام، وهو مثال ونموذج الحلم، وهو عليه السلام اُسوة الحليم.
کثيراً ما ورد عن المعصومين عليهم السلام قولهم: «إن لم تَکُنْ حليماً فتحلّم»، منها: قال عليّ عليه السلام: «إن لم تکن حليماً فتحلّم، فإنّه قَلَّ مَن تَشَبَّه بقوم إلّا أوشَک أن يکون منهم».[1] .