في مفهوم الحلم وبعض ما ورد في أهمّيته











في مفهوم الحلم وبعض ما ورد في أهمّيته



الحلم: هو طمأنينة النفس بحيث لا يحرّکها الغضب بسهولة، ولا يزعجها المکروه بسرعة، فهو الضدّ الحقيقي للغضب؛ لأنّه المانع من حدوثه.

قال الراغب: الحلم ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب، وجمعه أحلام.. وقوله تعالي: «وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنکُمُ الْحُلُمَ»[1] أي زمان البلوغ، وسمّي الحُلم لکون صاحبه جديراً بالحلم.[2] .

والحلم هو أشرف الکمالات النفسيّة بعد العلم. قال عليّ عليه السلام: «لا شرف کالعلم، ولا عزّ کالحلم»[3] بل لا ينفع العلم بدون الحلم أصلاً، ولذا کثيراً ما يقترن العلم بالحلم في الروايات.

قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «اللّهمّ أغنني بالعلم، وزيّني بالحلم».[4] .

قال عليّ عليه السلام في أوصاف المتّقين: «يمزج الحلم بالعلم، والقول بالعمل».[5] .

وسئل عليّ عليه السلام عن الخير ما هو؟ فقال: «لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَکْثُرَ مَالُکَ وَوَلَدُکَ، وَلکِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَکْثُرَ عِلْمُکَ. وَأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُکَ».[6] .

عن الربيع صاحب المنصور (الدوانيقي)، قال المنصور للصادق عليه السلام: حدّثني عن نفسک بحديث أتّعظ به، ويکون لي زاجر صدق عن الموبقات؟ فقال الصادق عليه السلام: «عليک بالحلم، فإنّه رکن العلم، وأملک نفسک عند أسباب القدرة، فإنّک إن تفعل ما تقدر عليه کنت کمن شفي غيظاً وتداوي حقداً، أو يحبّ أن يذکر بالصولة، واعلم بأنّک إن عاقبت مستحقّاً لم تکن غاية ما توصف به إلّا العدل، ولا أعرف حالاً أفضل من حال العدل، والحال الّتي توجب الشکر أفضل من الحال الّتي توجب الصبر».

فقال المنصور: وعظت فأحسنت، وقلت فأوجزت، الحديث.[7] .







  1. سورة النور: 59.
  2. مفردات الراغب: 129، حرف الحاء.
  3. نهج البلاغة: قصار الحکم، 113.
  4. جامع السعادات 263:1.
  5. نهج البلاغة: الخطبة 193.
  6. نهج البلاغة، قصار الحکم: 94.
  7. البحار 414:71.