منها في ملبسه ونعله
وفي الغارات: عن أبي الأشعث العنزي، عن أبيه، قال: رأيت عليّ بن أبي طالب عليه السلام وقد اغتسل في الفرات يوم الجمعة، ثمّ ابتاع قميص کرابيس بثلاثة دراهم، فصلّي بالنّاس فيه الجمعة وما خيط جربانه[4] بعدُ.[5] . و روي ابن شهر آشوب عن فضائل أحمد بن حنبل، بسنده عن أبي مسعدة والباقر عليه السلام، قال: إنّه - أمير المؤمنين عليه السلام - أتي البزّازين فقال لرجل: «بعني ثوبين». فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، عندي حاجتک، فلمّا عرفه مضي عنه، فوقف علي غلام فأخذ ثوبين: أحدهما بثلاثة دراهم، والآخر بدرهمين، فقال: «يا قنبر، خذ الّذي بثلاثة». فقال: أنت أوْلي به، تصعد المنبر وتخطب النّاس. قال عليه السلام: «أنت شابّ ولک شره الشباب، وأنا أستحيي من ربّي أن أتفضّل عليک، سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: ألبسوهم ممّا تلبسون وأطعموهم ممّا تأکلون». فلمّا لبس القميص مدَّ کمَّ القميص فأمر بقطعه، واتّخاذه قلانس للفقراء، فقال الغلام: هلمّ اکفّه، قال: دعه کما هو، فإنّ الأمر[6] أسرع من ذلک». فجاء أبو الغلام، فقال: إنّ ابني لم يعرفک، وهذان درهان ربحهما. فقال عليه السلام: «ما کنت لأفعل، ماکست وماکسني، واتّفقنا علي رضيً».[7] .
في (نهج البلاغة وغيره): عن عبداللَّه بن عبّاس، قال: دخلتُ علي أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار[1] وهو يخصف[2] نعله، فقال لي: «ما قيمة هذا النعل؟». فقلت: لا قيمة لها. فقال عليه السلام: «واللَّه، لهي أحبّ إلَيَّ من إمرتکم، إلّا أن اُقيم حقّاً، أو أدفع باطلاً».[3] .