ما قاله الاصحاب و غيره في زهده











ما قاله الاصحاب و غيره في زهده



1- عن (الغارات) عن مجمع التيمي: أنّ عليّاً عليه السلام کان يکنس بيت المال کلّ يوم جعة، ثمّ ينضحه بالماء، ثمّ يصلّي فيه رکعتين، ثمّ يقول: «تشهدان لي يوم القيامة».[1] .

2- وفي قول آخر: قال: «اشهد لي يوم القيامة أنّي لم أحبس فيک المال علي المسلمين».[2] .

3- و عن عمر بن عبدالعزيز، يقول: ما علمنا أنّ أحداً من هذه الاُمّة بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أزهد من عليّ بن أبي طالب، ما وضع لبنة علي لبنة، ولا قصبة علي قصبة.[3] .

4- و قال ابن أبي الحديد في وصف أمير المؤمنين عليه السلام: وأمّا الزهد في الدنيا: فهو سيّد الزهّاد، وبدل الأبدال، وإليه تشدّ الرحال، وعنده تنفض الأحلاس، ما شبع من طعام قطّ، وکان أخشن النّاس مأکلاً وملبساً.

ثمّ روي عن عبداللَّه بن أبي رافع و قال: دخلت عليه يوم عيد فقدّم جراباً مختوماً فوجدنا فيه خبز شعير يابساً مرضوضاً، فقدّم فأکل، فقلت: يا أمير المؤمنين، فکيف تختمه؟ قال: «خفت هذين الولدين أن يُلتّاه بسمن أو زيت».

مّ زاد ابن أبي الحديد في زهده عليه السلام و قال: وکان ثوبه مرقوعاً بجلد تارةً، وليف اُخري، ونعلاه من ليف، وکان يلبس الکرباس[4] الغليظ، فإذا وجد کُمّه طويلاً قطعه بشفرة، ولم يَخِطه، فکان لا يزال متساقطاً علي ذراعيه حتّي يبقي سديً لا لحمة له. وکان يأتدم إذا ائتدم بخلٍ أو بملحٍ، فإن ترقّي عن ذلک فبعض نبات الأرض، فإن ارتفع عن ذلک فبقليل من ألبان الإبل، ولا يأکل اللحم إلّا قليلاً. ويقول: «لا تجعلوا بطونکم مقابر الحيوان»، وکان مع ذلک أشدّ النّاس قوّة، وأعظمهم أيداً، لا ينقض الجوع قوّته، ولا يُخون[5] الإقلال مُنته.[6] وهو الّذي طلّق الدنيا وکانت الأموال تجبي إليه من جميع بلاد الإسلام إلّا من الشام، فکان يفرّقها ويمزّقها، ثمّ يقول:


هذا جناي وخياره فيه
إذ کلّ جانٍ يده إلي فيه[7] .


5- و روي العلّامة الاربلي عن الخوارزمي و (تذکرة الخواصّ): عن أبي شهاب، قال: قال عمر بن عبدالعزيز: ما علمنا أحداً کان في هذه الاُمّة أزهد من عليّ بن أبي طالب عليه السلام بعد النبيّ صلي الله عليه و آله.[8] .

6- و عن ابن عساکر الشافعي بإسناده عن حسن بن صالح، قال: تذاکروا الزهّاد عند عمر بن عبدالعزيز، فقال قائلون: فلان، وقال قائلون: فلان، فقال عمر بن عبدالعزيز: أزهد النّاس في الدنيا عليّ بن أبي طالب عليه السلام.[9] .

7- قال العقّاد: وصدق في تقواه وإيمانه کما صدق في عمل يمينه ومقالة لسانه، فلم يعرف أحد من الخلفاء أزهد منه في لذّة دنيا أو سبب دولة، وکان وهو أمير المؤمنين يأکل الشعير وتطحنه امرأته بيديها، وکان يختم علي الجراب الّذي فيه دقيق الشعير، فيقول: «لا اُحبّ أن يدخل بطني ما لا أعلم». و قال عمر بن عبدالعزيز: «أزهد النّاس في الدنيا عليّ بن أبي طالب عليه السلام». و قال سفيان: إنّ عليّاً لم يبنِ آجرةً علي آجرةٍ، ولا لبنة علي لبنة، ولا قصبة علي قصبة، قد أبي أن ينزل القصر الأبيض بالکوفة إيثاراً للخصاص الّتي يسکنها الفقراء، وربّما باع سيفه ليشتري بثمنه الکساء والطعام.[10] .







  1. وسائل الشيعة 83:11، وتذکرة الخواصّ: 105.
  2. وسائل الشيعة 83:11، وتذکرة الخواصّ: 105.
  3. تذکرة الخواص: 105.
  4. الکرباس - بالکسر - ثوب من القطن الأبيض، معرّب.
  5. في نسخة: «يخور»، يعني يضعف.
  6. مُنته: قوّته.
  7. شرح ابن أبي الحديد 26:1.
  8. کشف الغمّة - باب المناقب 217:1، وتذکرة الخواصّ لابن الجوزي: 105.
  9. تاريخ دمشق لابن عساکر - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 202:2، ح 1254.
  10. عبقرية الإمام: 29.