امّا خشوع عليّ في الصلاة











امّا خشوع عليّ في الصلاة



لقد کان أئمّة الإسلام من النبيّ الأکرم صلي الله عليه و آله ومن بعده أمير المؤمنين وسائر الأئمّة عليهم السلام أمثلة صادقة ومصاديق ناطقة بالخشوع في الصلاة، فتراهم ينقطعون فيها عمّا سوي اللَّه، ويفنون في ذات اللَّه، ولمّا کان بحثنا حول خشوع عليّ عليه السلام فإنّنا نخصّص الکلام فيه.

عندما کان يقف عليّ عليه السلام في الصلاة فإنّ بدنه کان في المحراب، أمّا قلبه وروحه فإنّها عند الملک الوهّاب، فلم يدر ما يدور حوله، فالخشوع عند عليّ عليه السلام هو: أن لا يلتفت يميناً ولا شمالاً ولا يعرف مَن علي يمينه وشماله.[1] .

وقد بلغ خشوع عليّ في الصلاة الذروة القصوي حتّي نزلت في شأنه هذه الآية. قال ابن شهرآشوب: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ × الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ» نزلت في عليّ عليه السلام.[2] .

وفي (تفسير البرهان): نزل في خشوعه في الصلاة قوله تعالي: «وَاسْتَعِينُوْا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَکَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَي الْخَاشِعِينَ».[3] قال: الخاشع: الذليل في صلاته، المقبل عليها، يعني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وأمير المؤمنين عليه السلام.[4] .

و عن ابن شهر آشوب عن ابن عبّاس و محمّد الباقر عليه السلام في قوله تعالي: «وَاسْتَعِينُوْا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَ إنّها لَکَبيرةٌ الّا عَلَي الْخاشِعين» الآية، والخاشع: الذليل في صلاته، المقبل عليها، يعني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وأمير المؤمنين عليه السلام.[5] .

وکان خشوعه في حدّ تکون جميع حواسّه وقواه متوجّهة شطر الحقّ حتّي إذا اُريد إخراج السهام والنصول الواقعة في بدنه وقت الحرب، ترکوه إلي وقت صلاته فيخرجونها منه وهو لا يحسّ بذلک لاستغراق نفسه وتوجّهها نحو الحقّ.

وفي شرح نهج البلاغة للخوئي روي غير واحد من أنّ عليّاً عليه السلام قد أصابت رجله الشريفة نشّابة في غزوة صفّين، ولم يطق الجرّاحون إخراجها من رجله لاستحکامها فيه، فلمّا قام إلي الصلاة أخرجوها حين کونه في السجدة، فلمّا فرغ من الصلاة علم بإخراجه وحلف أنّه لم يحسّ ذلک أصلاً.[6] .







  1. مجمع البحرين 321:4، مادة «خشع».
  2. المناقب لابن شهرآشوب 20:2.
  3. سورة البقرة: 45.
  4. تفسير البرهان 94:1.
  5. المناقب لابن شهرآشوب 20:2.
  6. شرح نهج البلاغة للخوئي 152:8.