استخلافه في قصّة انقضاض الكوكب في داره











استخلافه في قصّة انقضاض الکوکب في داره



1- روي ابن المغازلي الشافعي: بسنده عن ثابت، عن أنس، قال: انقضّ کوکبٌ علي عهد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «انظروا إلي هذا الکوکب، فَمَنِ انقضّ في داره فهو الخليفة من بعدي». فنظروا فإذا هو قد انقضّ في منزل عليّ عليه السلام، فأنزل اللَّه تعالي: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَي × مَا ضَلَّ صَاحِبُکُمْ وَمَا غَوَي × وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَي × إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَي».[1] .

2- وعنه أيضاً: بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: کنت جالساً مع فتيةٍ من بني هاشم عند النبيّ صلي الله عليه و آله إذ انقضّ کوکبٌ، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «مَن انقضّ هذا النجم في منزله فهو الوصيّ من بعدي». فقام فتيةٌ من بني هاشم، فنظروا فإذا الکوکب قد انقضّ في منزل عليّ عليه السلام، قالوا: يا رسول اللَّه، قد غَويَتَ في حُبّ عليّ، فأنزل اللَّه تعالي: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَي» إلي قوله: «وَهُوَ بِالْاُفُقِ الْأَعْلَي».[2] .

3- وأخرج العلّامة الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه بإسناده إلي جابر بن عبداللَّه الأنصاري أنّه قال: اجتمع أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ليلة في العام الّذي فتح مکّة وقالوا: يا رسول اللَّه، من شأن الأنبياء إذا استقام أمرهم أن يوصوا إلي وصيّ أو مَن يقوم مقامه بعده، ويأمره بأمره، ويسير في الاُمّة بسيرته؟ فقال صلي الله عليه و آله: «قد وعدني ربّي بذلک أن يبيّن لي ربّي عزّ وجلّ مَن يختاره للاُمّة بعدي، ومَن هو الخليفة علي الاُمّة بأنّه ينزل من السماء ليعلموا أنّه الوصيّ بعدي».

قال: فلمّا صلّي بهم صلاة العشاء الآخرة في تلک الساعة ونظروا النّاس السماء لينظروا ما يکون، وکانت ليلة مظلمة لا قمر فيها، وإذا بضوء عظيم قد أضاء المشرق والمغرب، وقد نزل نجمٌ من السماء إلي الأرض، وجعل يدور علي الدور حتّي وقف علي حجرة عليّ بن أبي طالب، وله شعاع هائل، وقد أظلّ شعاعه الدور، وقد فزع النّاس وصار علي الحجرة. قال: فجعل النّاس يکبّرون ويهلّلون، وقالوا: يا رسول اللَّه، نجمٌ قد نزل من السماء علي ذروة حجرة عليّ بن أبي طالب، قال: «هو وللَّه الإمام من بعدي، والوصيّ القائم بأمري، فأطيعوه ولا تخالفوه، وقدّموه ولا تتقدّموه، فهو خليفة اللَّه في أرضه من بعدي». قال: فخرج النّاس من عند رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال واحد من المنافقين: ما نقول فيما يقول في ابن عمّه إلّا بالهوي، وقد رکبته الغواية فيه حتّي لو تمکّن أن يجعله نبيّاً لفعل. قال: فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: يا محمّد، ربّک يقرئک السلام ويقول لک: اقرأ «بِسْمِ اللَّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ × وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَي × مَا ضَلَّ صَاحِبُکُمْ وَمَا غَوَي × وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَي × إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَي».[3] .







  1. المناقب لابن المغازلي الشافعي: 266، ح 313، والآيات 4 - 1 من سورة النجم.
  2. المصدر المتقدّم: 310، ح 353.
  3. إحقاق الحقّ: 84، نقلاً عن درّ بحر المناقب: 19، مخطوط، و ص353 نقلاً عن ميزان الاعتدال 336:1 وغيره.