حول مفهومي الرياء والإخلاص











حول مفهومي الرياء والإخلاص



الرياء: هو طلب المنزلة في قلوب الناس بخصال الخير أو ما يدلّ عليها من الآثار. والإخلاص: هو تجريد القصد عن الشوائب کلّها، کثيرها وقليلها، والمخلص من يکون عمله لمحض التقرّب إلي اللَّه من دون قصد شي ء آخر أصلاً.

وأعلي مراتب الإخلاص هو الإخلاص المطلق، وإخلاص الصدّيقين، وهو إرادة محض اللَّه تعالي من العمل دون توقّع غرض في الدارين. وأدني مراتب الإخلاص هو قصد الثواب والاستخلاص من العذاب.

وجاء في الحديث الکثير من الثناء والمدح للإخلاص وللمخلصين، ومنه:

قال عليّ عليه السلام: «طوبي لمن أخلص للَّه العبادة والدعاء، ولم يشغل قلبه بما تري عيناه، ولم ينس ذکر اللَّه بما تسمع اُذناه، ولم يحزن صدره بما اُعطي غيره».[1] .

وقال أيضاً: «إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ رَغْبَةً فَتِلْکَ عِبَادَةُ التُّجِّارِ، وَإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ رَهْبَةً فَتِلْکَ عِبَادَةُ الْعَبِيدِ، وَإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ شُکْراً فَتِلْکَ عِبَادَةُ الْأَحْرَارِ».[2] .

وقال أيضاً عليه السلام: «الدنيا کلّها جهل إلّا مواضع العلم، والعلم کلّه حجّة إلّا ما عمل به، والعمل کلّه رياء إلّا ما کان مخلصاً، والإخلاص علي خطر حتّي ينظر العبد بما يختم له».[3] .







  1. جامع السعادات 313:2.
  2. نهج البلاغة: الحکمة 229.
  3. سفينة البحار 401:1.