شدّته مع اُخته في فتح مكّة











شدّته مع اُخته في فتح مکّة



وفي (الإرشاد): لمّا بلغه (يعني عليّاً عليه السلام): أنّ اُخته اُمّ هاني قد آوت اُناساً من بني مخزوم، منهم: الحارث بن هشام، وقيس بن السائب، فقصد عليه السلام نحو دارها مقّنعاً بالحديد، قال: «اخرجوا من آويتم؟»، قال: فجعلوا يذرقون - واللَّه - کما تذرق الحباري خوفاً منه، فخرجت إليه اُمّ هاني وهي لا تعرفه، فقالت: يا عبد اللَّه، أنا اُمّ هاني ابنة عمّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله واُخت عليّ بن أبي طالب عليه السلام انصرف عن داري. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «أخرجوهم!»، فقالت: واللَّه لأشکونّک إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فنزع المغفر عن رأسه فعرفته، فجاءت تشتدّ حتّي التزمته، وقالت: فديتک، حلفت لأشکونّک إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ فقال لها: «اذهبي فأبرِّيّ قسمک، فإنّه بأعلي الوادي».

فقالت اُمّ هاني: فجئت إلي النبيّ صلي الله عليه و آله وهو في قبّة يغتسل وفاطمة عليهاالسلام تستره، فلمّا سمع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله کلامي، قال: «مرحباً باُمّ هاني وأهلاً». قلت: بأبي أنت واُمّي، أشکو إليک اليوم ما لقيت من عليّ بن أبي طالب. فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «قد أجرتُ من أجرتِ». فقالت فاطمة عليهاالسلام: «إنّما جئت - يا اُمّ هاني - تشکين عليّاً عليه السلام في أنّه أخاف أعداء اللَّه وأعداء رسوله؟». فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لقد شکر اللَّه تعالي لعليّ سعيه، وأجرتُ من أجارت اُمّ هاني لمکانها من عليّ بن أبي طالب».[1] .







  1. إرشاد المفيد: 123، الفصل 35 من الباب 2، وبحار الأنوار 10:41.