قوله: «إنّ عليّاً أخشن في سبيل اللَّه»











قوله: «إنّ عليّاً أخشن في سبيل اللَّه»



1- روي ابن عساکر الشافعي کذا ابن کثير عن أبي سعيد الخدري، قال: بعث رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلي اليمن، قال أبو سعيد: فکنت فيمن خرج معه، فلمّا أحضر إبل الصدقة سألناه أن نرکب منها ونريح إبلنا، وکنّا قد رأينا في إبلنا خللاً، فأبي علينا، وقال: «إنّما لکم منها سهم کما للمسلمين».

قال: فلمّا فرغ عليّ عليه السلام وانصرف من اليمن راجعاً أمّر علينا إنساناً فأسرع هو فأدرک الحجّ، فلمّا قضي حجّته قال له النبيّ صلي الله عليه و آله: «ارجع إلي أصحابک حتّي تقدم عليهم».

قال أبو سعيد: وقد کنّا سألنا الّذي استخلفه علينا ما کان عليّ عليه السلام منعنا إيّاه ففعل، فلمّا جاء عرف في إبل الصدقة أنّها قد رکبت، رأي أثر المراکب، فذمّ الّذي أمّر واللَّه، فقلت أنا: إنّ للَّه علَيَّ لئن قدمتُ المدينة لأذکرنّ لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله ولاُخبرنّه ما لقينا من الغلظة والتضييق. قال: فلمّا قدمنا المدينة غدوت إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله اُريد أن أفعل ما کنت حَلفتُ عليه، فلقيت أبا بکر خارجاً من عند رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فلمّا رآني وقف معي ورحّب بي وساءلني وساءلته، قال: متي قدمت؟ قلت: قدمتُ البارحة، فرجع معي إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فدخل وقال: هذا سعد بن مالک ابن الشهيد، قال: ائذن له، فدخلتُ فحيّيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وحيّاني وسلّم علَيَّ وساءلني عن نفسي وعن أهلي فأحفي المسألة.

فقلت: يا رسول اللَّه، ما لقينا من عليّ عليه السلام من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق، فاتّأد رسول اللَّه، وجعلت أنا اُعدّد ما لقينا منه حتّي إذا کنت في وسط کلامي ضرب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي فخذي - وکنت قريباً منه - وقال: «سعد بن مالک ابن الشهيد، مه بعض قولک لأخيک عليّ، فواللَّه لقد علمتُ أنّه أخشن في سبيل اللَّه». قال: فقلت في نفسي: ثکلتک اُمّک سعد بن مالک، ألا أراني کنت فيما يکره منذ اليوم وما أدري، لا جرم واللَّه لا أذکره بسوء أبداً سِرّاً ولا علانيةً.[1] .

2- وفي تاريخ الطبري: بسنده عن يزيد بن طلحة بن يزيد بن رکانة، قال: لمّا أقبل عليّ عليه السلام من اليمن ليلقي رسول اللَّه بمکّة تعجّل إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله واستخلف علي جنده الّذين معه رجلاً من أصحابه، فعمد ذلک الرجل فکسا کلّ رجل من القوم حُللاً من البزّ، الّذي کان مع عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فلمّا دنا جيشه خرج عليّ عليه السلام ليلقاهم، فإذا هم عليهم الحلل، فقال: «ويحک ما هذا؟». قال: کسوتُ القومَ ليتجمّلوا به إذا قدموا في النّاس. قال: «ويلک، انزع من قبل أن تنتهي إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله. قال: فانتزع الحلل من النّاس، وردّها في البزّ، وأظهر الجيش شکاية لما صنع بهم.[2] .

وبسند آخر عن أبي سعيد، قال: شکا النّاس عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فينا خطيباً فسمعته يقول: «يا أيّها النّاس، لا تشکوا عليّاً، فواللَّه إنّه لأخشن في ذات اللَّه - أو في سبيل اللَّه -».[3] .

وفي بعض النسخ: «فواللَّه، إنّه لاُخيشن[4] في ذات اللَّه - أو في سبيل اللَّه.[5] .







  1. تاريخ دمشق، ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 387:1، ح 493، البداية والنهاية 95:5 و 359:7.
  2. تاريخ الطبري 401:2.
  3. تاريخ الطبري 402:2، وتاريخ دمشق لابن عساکر - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 386:1، ح 492، ومسند أحمد بن حنبل 86:3.
  4. قوله: «اُخيشن» هو أفعل تفضيل من خشن خشونة: ضدّ لان، والتصغير هنا للتعظيم. رياض السالکين: 1.
  5. تاريخ دمشق لابن عساکر - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 386:1، ح 492.