قول رسول اللَّه في قوّة إيمانه وتنمّره في ذات اللَّه











قول رسول اللَّه في قوّة إيمانه وتنمّره في ذات اللَّه



1- روي القندوزي الحنفي عن موفّق بن أحمد، بسنده عن عليّ عليه السلام، قال: «قال لي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوم فتحت خيبر: لولا أن تقول فيک طوائف من اُمّتي ما قالت النصاري في عيسي بن مريم لقلت فيک اليوم مقالاً بحيث لا تمرّ علي ملأ من المسلمين إلّا أخذوا من تراب رجليک وفضل طهورک يستشفون به، ولکن حسبک أن تکون منّي وأنا منک، ترثني وأرثک، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسي، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.

يا عليّ، أنت تؤدّي ديني، وتقاتل علي سُنّتي، وأنت في الآخرة أقرب النّاس منّي، وإنّک علي الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين، وأنت أوّل من يرد علَيّ الحوض، وأنت أوّل داخل في الجنّة من اُمّتي، وإنّ شيعتک علي منابر من نور رواء مرويّين مبيضّة وجوههم حولي، أشفع لهم فيکونون غداً في الجنّة جيراني، وإنّ أعداءک غداً ظماء مظمئين مسودّة وجوههم، مقمحون ومقمعون، يضربون بالمقامع - وهي سياط من نار - مقتحمين، حربک حربي، وسلمک سلمي» إلي أن قال: «والإيمان مخالطٌ لحمک ودمک کما خالط لحمي ودمي» إلي آخره.[1] .

2- و روي ابن الجوزي الحنفي عن ربعي بن خراش: أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام خطب بالرُّحبة، فقال: «لمّا کان يوم الحديبيّة خرج إلينا سهيل بن عمرو في جماعة من رؤساء الکفّار، فقال: يا محمّد، خرج إليک ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقّائنا، وليس لهم فقه في الدين، وإنّما خرجوا فراراً من أموالنا وضياعتنا فارددهم إلينا. فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: سنفقّههم في الدين إن لم يکن لهم فقه. ثمّ قال: يا معاشر قريش، لتنتهنّ أو ليبعثنّ اللَّه عليکم من يضرب رقابکم بالسيف علي الدين. فقالوا: ومَن ذلک؟ فقال: مَن امتحن اللَّه قلبه للإيمان، وهو خاصف النعل» و أشار الي عليّ عليه السلام.[2] .

وروي الترمذي في سننه نحوه، وزاد في ذيله: «وکان أعطي عليّاً نعله يخصفها، ثمّ التفت إلينا عليّ عليه السلام فقال: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال: مَن کذب علَيّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النّار».[3] .

3- و عن القندوزي الحنفي عن ابن المغازلي الشافعي، وصاحب المناقب، بسنديهما عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين عليهم السلام، قال: «قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ بن أبي طالب: يا أبا الحسن، لو وضع إيمان الخلائق وأعمالهم في کفّة ميزان، ووضع عملک يوم اُحد علي کفّة اُخري لرجح عملک علي جميع ما عمل الخلائق. وإنّ اللَّه باهي بک يوم اُحد ملائکته المقرّبين، ورفع الحُجب عن السموات السبع، وأشرفت إليک الجنّة وما فيها، وابتهج بفعلک ربّ العالمين. وإنّ اللَّه تعالي يعوّضک ذلک اليوم ما يغبط کلّ نبيّ ورسول وصدّيق وشهيد».[4] .

4- وروي ابن المغازلي: عن رقبة بن مصقلة بن عبداللَّه، عن أبيه، عن جدّه، قال: أتي عمر رجلان فسألاه عن طلاق العبد، فانتهي إلي حلقة فيها رجل أصلع، فقال: يا أصلع، کم طلاق العبد؟ فقال: باصبع هکذا، فحرّک السبابة والّتي تليها، فالتفت إليهما، فقال: «اثنتين»، فقال أحدهما: سبحان اللَّه، جئناک وأنت أمير المؤمنين فسألناک، فجئت إلي رجل واللَّه ما علّمک! فقال: ويلک وتدري مَن هذا، هذا عليّ بن أبي طالب. سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «لو أنّ السموات والأرض وضعتا في کفّة ووضع إيمان عليّ في کفّة، لرجح إيمان عليّ».[5] .

5- روي العلّامة الصفوري البغدادي، عن عمر بن الخطّاب، أنّه قال: أشهد علي النبيّ صلي الله عليه و آله أنّه قال: «لو وضعت السماوات السبع والأرضون السبع في کفّة، ووضع إيمان عليّ في کفّة لرجح إيمان عليّ».[6] .







  1. ينابيع المودّة: 63.
  2. تذکرة الخواصّ: 45.
  3. سنن الترمذي 592:5، ح 3715.
  4. ينابيع المودّة: 64.
  5. المناقب (مخطوط)، نقلاً عن الإحقاق 614:5، وروي نحوه أخطب خوارزم في المناقب: 87، ومحبّ الدين الطبري في ذخائر العقبي: 100، وغيرهم.
  6. نزهة المجالس 207:2.