قول ابن أبي الحديد في خلافة عليّ











قول ابن أبي الحديد في خلافة عليّ



وقبل الورود في نقل الأحاديث في هذا المقام، نشير إلي ما قاله ابن أبي الحديد المعتزلي في الشرح، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «ألا اُدلّکم علي ما إن تساءلتم عليه لم تهلکوا، ا نّ وليّکم اللَّه، وإنّ إمامکم عليّ بن أبي طالب، فناصحوه وصدّقوه، فإنّ جبرئيل أخبرني بذلک».

قال ابن أبي الحديد عقيب هذا الحديث: هذا نصّ صريح في الإمامة، فما الّذي تصنع المعتزلة بذلک؟

قال هو في جوابه: قلت: يجوز أن يُريد أنّه عليه السلام إمامهم في الفتاوي والأحکام الشرعيّة لا في الخلافة، انتهي کلامه.[1] .

أقول: بعد اعترافه بأنّ الحديث نصّ صريح في الإمامة، فکيف يتمحّل التأويل؟! مع أنّ تأويله هذا هو عين المراد من الإمام؛ إذ الإمام هو المرجع الديني والسياسي معاً، لا المرجع الديني فقط، فقوله: إنّ عليّاً عليه السلام هو الإمام في الفتاوي فقط، واضح البطلان، وينافي قوله صلي الله عليه و آله مخاطباً لعليّ عليه السلام: «لولا أنّي خاتم الأنبياء لکنتَ شريکاً في النبوّة، فإن لا تکن نبيّاً فإنّک وصيّ نبيٍّ ووارثه، بل أنت سيّد الأوصياء، وإمام الأتقياء»[2] فهذا التعبير عامّ شامل لجميع مناصب النبوّة للإمام عليّ عليه السلام، إلّا النبوّة المستثناة في الحديث.[3] .

إليک مّا نصّ عليه نبيّ الإسلام صلي الله عليه و آله علي خلافة عليّ عليه السلام ووصايته:







  1. شرح ابن أبي الحديد 98:3.
  2. المصدر المتقدّم 210:13.
  3. سيأتيک توضيح أکثر وببيان آخر في فصل (عليّ عليه السلام والإمامة والحکومة).