حسبك في ذلك قلعه باب خيبر











حسبک في ذلک قلعه باب خيبر



حسبک في ذلک قعله باب خيبر، وجعله جسراً علي الخندق، وکان يغلقه عشرون رجلاً، وتترّسه يومئذٍ بباب لم يستطع قلبه ثمانية نفر.[1] .

قال الشيخ المفيد رحمه الله: وقد روي أصحاب الآثار عن الحسن بن صالح، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن ابن أبي عبداللَّه الجدلي، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «لمّا عالجتُ بابَ خيبر، جعلتُه مِجَنّاً لي وقاتلت القومَ، فلمّا أخزاهم اللَّهَ وضعتُ البابَ علي حِصنهم طريقاً، ثمّ رميتُ به في خندقهم». فقال له رجل: لقد حَمَلتَ منه ثقلاً؟ فقال عليه السلام: «ما کان إلّا مثل جُنّتي الّتي في يدي في غير ذلک المقام».

ثم قال: و ذکر أصحاب السِّير: أنّ المسلمين لمّا انصرفوا من خيبر راموا حمل الباب فلم يُقِلَّه (أي يحمله) منهم إلّا سبعون رجلاً، وفي حمل أمير المؤمنين عليه السلام الباب يقول الشاعر:


إنّ امرءاً حَمَل الرِّتاج[2] بخيبر
يوم اليهود بقدرةٍ لَمؤيّدُ


حمل الرِّتاج، رِتاج باب قَمُوصها[3] .
والمسلمون وأهل خيبر شُهَّدُ


فَرَمي به ولقد تَکَلَّف رَدَّهُ
سبعون شخصاً کُلُّهم له مَتَشَدِّدُ


رَدُّوه بعدَ مشقّةٍ وَتَکَلُّفٍ
ومَقال بَعضِهِم لبعضٍ إردُدوا[4] .


وفي (البحار): عن أحمد بن حنبل، عن مشيخته، عن جابر الأنصاري: أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله دفع الراية إلي عليّ عليه السلام في يوم خيبر بعد أن دعا له، فجعل يسرع السير وأصحابه يقولون له: ارفق حتّي انتهي إلي الحصن فاجتذب بابه فألقاه علي الأرض، ثمّ اجتمع منّا سبعون رجلاً، وکان جهدهم أن أعادوا الباب.[5] .

وفيه أيضاً عن (روض الجنان): قال بعض الصحابة: ما عجبنا - يا رسول اللَّه - من قوّته (عليّ عليه السلام) في حمله ورميه وإتراسه، وإنّما عجبنا من إجساره وإحدي طرفيه علي يده، فقال النبيّ صلي الله عليه و آله کلاماً معناه: «يا هذا، نظرت إلي يده فانظر إلي رجليه؟!». قال: فنظرت إلي رجليه فوجدتهما معلّقين، فقلت: هذا أعجب، رجلاه علي الهواء، فقال صلي الله عليه و آله: «ليستا علي الهواء، وإنّما هما علي جناحي جبرئيل».[6] .







  1. أعيان الشيعة 339:1.
  2. الرتاج: الباب العظيم.
  3. قموص: جبل بخيبر عليه حصن أبي الحقيق اليهودي.
  4. الإرشاد 128:1.
  5. البحار 279:41.
  6. المصدر المتقدّم: 281.