بيعة ابن ملجم وتأکيده في ميثاقه
«اُريد حياته ويريد قتلي امض يابن ملجم، فواللَّه، ما أري تفي بما قلت».[1] يعني لا تفي بميثاقک و عهدک. لکن هذه العناية والتوجّه لا يؤثّر في قلبه الخبيث ونفسه الرذيلة وفعل ما فعل؟! ومضي مولي الموحّدين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان شهيداً حال الصلاة في محراب مسجد الکوفة بيد أشقي الأوّلين والآخرين عبدالرحمن بن ملجم المرادي (لعنه اللَّه).
وفي (إرشاد المفيد): عن الأصبغ بن نباتة، قال: أتي ابن ملجم أمير المؤمنين فبايعه عليه السلام فيمن بايع، ثمّ أدبر عنه، فدعاه أمير المؤمنين عليه السلام، فتوثّق منه وتوکّد عليه ألّا يغدر ولا ينکث، ففعل، ثمّ أدبر عنه، فدعاه أمير المؤمنين عليه السلام الثانية فتوثّق منه وتوکّد عليه ألّا يغدر ولا ينکث ففعل، ثمّ أدبر عنه فدعاه أمير المؤمنين الثالثة، فتوثّق منه وتوکّد عليه ألّا يغدر ولا ينکث، فقال ابن ملجم (لعنه اللَّه): واللَّه - يا أمير المؤمنين - ما رأيتک فعلت هذا بأحد غيري؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام:
عذيرک من خليلک من مرادِ»