بشارة رسول اللَّه إيّاه بشهادته











بشارة رسول اللَّه إيّاه بشهادته



1- عن ابن المغازلي الشافعي بسنده عن عبداللَّه بن سبع، قال: سمعت عليّاً عليه السلام علي المنبر، وهو يقول: «ما ينتظر أشقاها، عهد إلَيَّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لتخضبنّ هذه من هذه»، وأشار ابن داود إلي لحيته ورأسه. فقال: يا أمير المؤمنين، مَن هو حتّي نبتدره؟ قال: «اُنشد اللَّه عزّ وجلّ رجلاً قتل بي غير قاتلي».[1] .

2- وروي ابن عساکر الشافعي: بسنده عن عبداللَّه بن سبع، قال: خطبنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال: «والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لتخضبنّ هذه من هذه»، يعني لحيته من دم رأسه.[2] .

3- وعنه أيضاً: عن زيد بن أسلم: أنّ أبا سنان الدؤلي حدّثه أنّه عاد عليّاً عليه السلام في شکويً اشتکاها، قال: فقلت له: لقد تخوّفنا عليک - يا أمير المؤمنين - في شکواک هذه. فقال: «ولکنّي - واللَّه - ما تخوّفت علي نفسي منه؛ لأنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله الصادق المصدوق يقول: «إنّک ستضرب ضربةً هاهنا - وأشار إلي صدغه - فيسيل دمها حتّي تخضب لحيتک، ويکون صاحبها أشقاها، کما کان عاقر الناقة أشقي ثمود».[3] .

4- و عنه أيضاً: عن زيد بن وهب، قال: قدم عليّ عليه السلام علي قوم من أهل البصرة من الخوارج فيهم رجل يقال له: الجعد بن بعجة، فقال له: اتّق اللَّه - يا عليّ - فإنّک ميّت. فقال عليّ عليه السلام: «بل مقتول ضربة علي هذا يخضب هذه - يعني لحيته من رأسه - عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خاب من افتري».[4] .

5- وعنه أيضاً: عن أبي الطفيل: أنّ عليّاً عليه السلام لمّا جمع النّاس للبيعة، جاء عبدالرحمن بن ملجم فردّه مرّتين، ثمّ قال عليّ عليه السلام: «ما يحبس أشقاها، فواللَّه لتخضبنّ هذه من هذا»، ثمّ تَمثّل:


اُشدد حيازيمک للموت
فإنّ الموت لاقيک


ولا تجزع من القتل
إذا حلّ بواديک[5] .


6- وعنه أيضاً: عن فضالة بن فضالة الأنصاري - وکان أبو فضالة من أهل بدر - قال: خرجت مع أبي عائداً لعليّ عليه السلام من مرض[6] أصابه ثقل منه، قال: فقال له أبي: ما يقيمک بمنزلک هذا؟ لو أصابک أجلک لم يلک إلّا أعراب جهينة، تحمّل إلي المدينة، فإنّ أصابک أجلک وليک أصحابک وصلّوا عليک. فقال عليّ عليه السلام: «إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عهد إليَّ أن لا أموت حتّي اُؤمّر، ثمّ تخضب هذه، يعني لحيته، من دم هذه، يعني هامته»، فقتل عليّ عليه السلام، وقتل أبو فضالة مع عليّ عليه السلام يوم صفّين.[7] .

7- وعنه أيضاً: عن أبي حرب بن أبي الأسود يحدّث عن أبيه، قال: سمعت عليّاً عليه السلام يقول: «أتاني عبداللَّه بن سلام وقد أدخلت رجلي في الغرز، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: العراق، فقال: أما إنّک إن جئتها ليصيبک بها ذباب السيف! ثمّ قال: وأيم اللَّه، لقد سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله مثله يقوله». قال أبو حرب: فسمعت أبي يقول: فتعجّبت منه وقلت: رجل محارب يحدّث بهذا عن نفسه؟![8] .







  1. المناقب لابن شهرآشوب: 205، ح 242.
  2. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 273:3، ح 1354.
  3. المصدر المتقدّم: 276، ح 1361، و راجع فرائد السمطين 387:1، ح 320.
  4. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 278:3، ح 1364.
  5. المصدر المتقدّم: 279، ح 1365.
  6. مرض عليّ عليه السلام بينبع في أطراف المدينة.
  7. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 283:3، ح 1372، وروي نحوه في ص284، ح 1374، وفي فرائد السمطين 390:1، ح 327.
  8. المصدر المتقدّم: 280، ح 1367.