وهنا أحاديث حول الآيات نذكرها تتميماً للفائدة











وهنا أحاديث حول الآيات نذکرها تتميماً للفائدة



وفي (البحار) عن (تفسير العيّاشي) عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: «لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ»[1] قال: «البأس الشديد عليّ عليه السلام، وهو لدن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، قاتل معه عدوّه، فذلک قوله: «لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ»».[2] .

وفيه أيضاً: عن (کشف الغمّة): عن ابن عبّاس، في قوله تعالي: «يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ»[3] قال: أوّل من يکسي من حلل الجنّة إبراهيم لخلّته من اللَّه عزّ وجلّ، ثمّ محمّد صلي الله عليه و آله؛ لأنّه صفوة اللَّه، ثمّ عليّ عليه السلام يزفّ إلي الجنان، ثمّ قرا ابن عبّاس الآية وقال: عليّ عليه السلام وأصحابه.[4] .

وفيه أيضاً: عن الثعلبي، في تفسيره قوله تعالي: «وَلَقَدْ کُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنْظُرُونَ»[5] قال: نزلت في يوم اُحد، قال: فقتل عليّ بن أبي طالب عليه السلام طلحة، وهو يحمل لواء قريش، فأنزل اللَّه تعالي نصره علي المؤمنين.

قال الزبير بن العوّام: فرأيت هنداً وصواحبها هاربات مصعدات في الجبل باديات خرامهنّ[6] فکانوا يتمنّون الموت من قبل أن يلقوا عليّ بن أبي طالب عليه السلام.[7] .

ما قال بعض العلماء في جهاده عليه السلام:

قال السيّد محسن الأمين في جهاد عليّ عليه السلام، هکذا: الجهاد في سبيل اللَّه وتفوّقه فيه علي کافّة الخلق ملحق بالضروريّات، والاستدلال عليه يُعَدّ من العبث، فهو کالاستدلال علي وجود الشمس في رابعة النهار، والنور علي المنار، فقد شهد مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله مشاهده کلّها غير تبوک، وفي جميعها يکون النصر والفتح له وعلي يده، وقد قتل اللَّه بسيفه صناديد المشرکين وجبابرة قريش وطواغيت العرب، وفي جميع الوقائع تکون قتلاه أزيد ممّن قتله باقي الجيش حتّي أنّه في يوم بدر زادت قتلاه علي قتلي الجيش وهو شاب لم يتجاوز العشرين أو خمسة والعشرين، ومثله في هذا السنّ يکون قليل البصيرة بالحرب، ناقص الخبرة بالطعن والضرب، وهذا داخل في المعجزات، خارج عن مجري العادات، ولو عدّ في عِداد معجزات النبيّ صلي الله عليه و آله لکان صواباً، بل إذا عدّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام إحدي معجزات النبيّ صلي الله عليه و آله کان عين الصواب.[8] .

وقال ابن أبي الحديد: وأمّا الجهاد في سبيل اللَّه من عليّ عليه السلام فمعلوم عند صديقه وعدوّه أنّ عليّاً سيّد المجاهدين، وهل الجهاد لأحد من النّاس إلّا له! وقد عرفتَ أنّ أعظم غزاة غزاها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وأشدّها نکاية في المشرکين بدر الکبري، قتل فيها سبعون من المشرکين، قتل عليّ عليه السلام نصفهم، وقتل المسلمون والملائکة النصف الآخر، دع مَن قتله في غيرها کاُحد والخندق.

ثمّ قال: وهذا الفصل لا معني للإطناب فيه؛ لأنّه من المعلومات الضروريّة کالعلم بوجود مکّة ومصر ونحوهما.[9] .







  1. سورة الکهف: 2.
  2. بحار الأنوار 21:36.
  3. سورة التحريم: 8.
  4. بحار الأنوار 22:36.
  5. سورة آل عمران: 143.
  6. والظاهر أنّه مصحف (حرامهنّ) استعير به من العورة، أي کنّ يبيدين عوراتهنّ لينصرف أمير المؤمنين عليه السلام عن تعقيبهم.
  7. بحار الأنوار 26:36.
  8. أعيان الشيعة 340:1.
  9. شرح ابن أبي الحديد 24:1.