تحقيق في جهاده
واجتمعت الاُمّة علي أنّ السابقين إلي الجهاد هم البدريّون، وأنّ خيرة البدريّين عليّ عليه السلام، فلم يزل القرآن يصدّق بعضه بعضاً بإجماعهم حتّي دلّوا بأنّ عليّاً عليه السلام خيرة هذه الاُمّة بعد نبيّها، قال العلوي البصري في أشعاره: ولو يستوي بالنهوض الجلوس ثمّ قال: المعروفون بالجهاد: عليّ، وحمزة، وجعفر، وعبيدة بن الحارث، والزبير، وطلحة، وأبو دجانة، وسعد بن أبي وقّاص، والبراء بن عازب، وسعد بن معاذ، ومحمّد بن مسلمة، وقد اجتمعت الاُمّة علي أنّ هؤلاء لا يقاس[5] بعليّ في شوکته وکثرة جهاده، فأمّا أبو بکر وعمر فقد تصفّحنا کتب المغازي فما وجدنا لهما فيه أثر البتّة.[6] .
ذکر صاحب المناقب تحقيقاً في جهاد عليّ عليه السلام جدير أن يذکر هنا، قال: اجتمعت الاُمّة ووافق الکتاب والسنّة أنّ للَّه خيرة من خلقه، وأنّ خيرته من خلقه، المتّقون، قوله تعالي: «إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ»[1] وأنّ خيرته من المتّقين المجاهدون، قوله: «فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَي الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً»[2] وأنّ خيرته من المجاهدين السابقون إلي الجهاد، قوله: «لَا يَسْتَوِي مِنکُم مَنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَکُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَي وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ»[3] وأنّ خيرته من المجاهدين أکثرهم عملاً في الجهاد.
لما بيّن اللَّه فضل الجهاد[4] .