دفن عليّ جسده المطهّر في القبر











دفن عليّ جسده المطهّر في القبر



في (الطبقات الکبري) بسنده عن عامر، قال: دخل قبر النبيّ صلي الله عليه و آله عليّ والفضل واُسامة.[1] .

وروي بسنده عن يونس بن عبيد، عن عکرمة، وأيضاً عن ابن شهاب وأيضاً عن حارث التيمي، وأيضاً عن ابن عبّاس و... نحوه.[2] .

وذکر المفيد رحمه الله أنّه لمّا صلّي المسلمون عليه صلي الله عليه و آله وتهيّأ القبر له، دخل أمير المؤمنين عليه السلام، والعبّاس بن عبدالمطّلب، والفضل بن العبّاس، واُسامة بن زيد، ليتولّوا دفن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فنادت الأنصار من وراء البيت: يا عليّ، إنّا نذکّرک اللَّه وحقّنا اليوم من رسول اللَّه أن يذهب، أدخل منّا رجلاً يکون لنا به حظٌّ من مواراة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقال: «ليدخل أوس بن خوليّ»، وکان بدريّاً فاضلاً من بني عوف من الخزرج.

فلمّا دخل قال له عليّ عليه السلام: «انزل القبر»، فنزل ووضع أمير المؤمنين رسول اللَّه (صلوات اللَّه عليهما) علي يديه ودلّاه في حفرته، فلمّا حصل في الأرض قال له: «اخرج»، فخرج. ونزل عليّ عليه السلام القبر، فکشف عن وجه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ووضع خدّه علي الأرض موجّهاً إلي القبلة علي يمينه، ثمّ وضع عليه اللِّبن وأهال عليه التراب.

وکان ذلک في يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدي عشرة من هجرته، وهو ابن ثلاث وستّين سنة.

ثمّ قال: ولم يحضر دفن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أکثر النّاس لما جري بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة، وفات أکثرهم الصلاة عليه لذلک[3] وأصبحت فاطمة عليهاالسلام تنادي: «واسُوءَ صباحاه». فسمعها أبو بکر فقال لها: إنّ صباحک لصباح سوء؟!! إلي آخره.[4] .







  1. الطبقات الکبري 300:2.
  2. المصدر المتقدّم: 301.
  3. قد مرّ کلام المفيد الي هنا في عنوان: «بيان آخر في واقعة رحلة النبي صلي الله عليه و آله» في هذا الفصل.
  4. إرشاد المفيد 188:1.