في مفهوم الهجرة











في مفهوم الهجرة



ليس المقصود من الهجرة هو انتقال من بلد إلي بلد وحسب، ولا يعدّ هذا فضيلة، بل المقصود من الهجرة الممدوحة في القرآن والسنّة هو ترک الوطن وکلّ ما فيه للَّه وفي اللَّه، کما قال اللَّه تعالي: «وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَي اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِکْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَي اللَّهِ».[1] [2] .

واللَّه تعالي يفضّل المهاجرين علي غيرهم بالأجر والثواب؛ لأنّهم ترکوا کلّ ما کانوا يملکون من المال والولد والأهل من أجل المحافظة علي دينهم، والتخلّص من المشرکين الّذين کانوا يحاربون المسلمين أشدّ محاربة، وعليّ عليه السلام سبق في هذه الفضيلة - کسائر الفضائل - سائر الصحابة.







  1. سورة النساء: 100.
  2. والهجرة الممدوحة علي أقسام، وعلي مراتب في الفضل والأجر، في النهاية لابن الأثير 244:5: والهجرة هجرتان؛ إحداهما الّتي وعد اللَّه الجنّة في قوله تعالي: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ»، فکان الرجل يأتي النبيّ صلي الله عليه و آله ويدع أهله وماله لا يرجع في شي ء منه وينقطع بنفسه إلي مهاجره، والهجرة الثانية: من هاجر من الأعراب وغزا مع المسلمين، ولم يفعل کما فعل أصحاب الهجرة الاُولي فهو مهاجر، وليس بداخل في فضل من هاجر تلک الهجرة.

    وفي مجمع البحرين (514:3): قوله تعالي: «وَالَّذِينَ هاجَرُوا» أي ترکوا بلادهم، ومنه «المهاجرون»؛ لأنّهم هاجروا بلادهم وترکوها وصاروا إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وکلّ من هجر بلده لغرض ديني من طلب علم أو حجّ أو فرار إلي بلد يزداد فيه طاعةً أو زهداً في الدنيا، فهي هجرة إلي اللَّه ورسوله.