في معني النظر في قوله: «النظر إلي وجه عليّ عبادة»











في معني النظر في قوله: «النظر إلي وجه عليّ عبادة»



النظر إلي الشي ء: مشاهدته.[1] فمعني قوله صلي الله عليه و آله: «النظر إلي وجه عليّ عليه السلام عبادة»، أي أنّ مشاهدته والنظر إليه بنفسه عبادة، لا أنّه يحمل الناظر علي العبادة، کما يري ابن الأعرابي في شرح الحديث حيث قال: معناه: أنّ عليّاً عليه السلام کان إذا برز قال النّاس: لا إله إلّا اللَّه، ما أشرف هذا الفتي! لا إله إلّا اللَّه، ما أعلم هذا الفتي! لا إله إلّا اللَّه، ما أکرم هذا الفتي، أي ما اتّقي! لا إله إلّا اللَّه، ما أشجع هذا الفتي! فکانت رؤيته تحملهم علي کلمة التقوي.[2] .

وهو کما تري، فإنّه أراد أن ينفي عنه عليه السلام منقبة فأثبت له مناقب، ولا ندري ما الباعث علي ذلک؟ وأيّ استبعاد في أن يکون محض النظر إليه عليه السلام عبادة؟ وأي استبعاد في أن يکون النظر إلي ابن عمّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وزوج فاطمة الزهراء، وأبي السبطين، وأخي الرسول ووصيّه وباب علمه، والذابّ عنه بين يديه، وکاشف الکرب عن وجهه، والباذل نفسه للَّه ولرسوله ليلة المبيت، وهادي الاُمّة، وقاتل الناکثين والقاسطين والمارقين، عبادة؟!

ويؤيّد ما ذکرناه ما ور في الحديث: «النظر إلي وجه العالم عبادة، وإلي وجه الوالدين عبادة، وإلي الکعبة عبادة». ويؤيّده أيضاً أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يدعو اللَّه تعالي أن لا يموت حتّي يري عليّاً عليه السلام.

و عن الترمذي عن اُمّ عطية، قالت: بعث النبيّ صلي الله عليه و آله جيشاً فيهم عليّ عليه السلام، قالت: فسمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وهو رافع يديه يقول: «اللّهمّ لا تُمتني حتّي تُرِيَني عليّاً».[3] .

و عن الکنجي الشافعي عن عبداللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «النظر إلي وجه عليّ عبادة». ثمّ قال الکنجي: الحديث عال حسن السياق، «وأمّا النظر إلي وجه عليّ فإنّه عبادة» من حيث أنّه ابن عمّ الرسول وزوج البتول وأبو السبطين الحسن والحسين وأخو الرسول ووصيّه.[4] .







  1. مجمع البحرين 498:3.
  2. نهاية ابن الأثير 77:5.
  3. سنن الترمذي 601:5، ح 3737، ينابيع المودّة: 90.
  4. کفاية الطالب: 157.