جملة من الأخبار في معني الميزان











جملة من الأخبار في معني الميزان



1- روي السيوطي عن ابن مردويه، عن عائشة أنّها سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «خلق اللَّه کفّتي الميزان مثل السماء والأرض، فقالت الملائکة: يا ربّنا، مَن تزن بهذا؟ قال: أزن به من شئت، و خَلَقَ اللَّه الصراط کحدّ السيف، فقالت الملائکة: يا ربّنا، مَن تجيز علي هذا؟ قال: اُجيز عليه من شئت».[1] .

ظاهر هذا الحديث وأمثاله أنّ الميزان يوم القيامة علي صفة الميزان الموجود في الدنيا المتداول في تعيين الأثقال، ولکنّها ترمي إلي تقريب المعني إلي الأفهام الساذجة.

2- و في (البحار) عن (الاحتجاج): عن هشام بن الحکم، عن الصادق عليه السلام: أنّه سأل الزنديق أبا عبداللَّه عليه السلام فقال: أوَليس توزن الأعمال؟ قال: «لا، إنّ الأعمال ليست بأجسام، وإنّما هي صفة ما عملوا، وإنّما يحتاج إلي وزن الشي ء من جهل عدد الأشياء ولا يعرف ثقلها وخفّتها، وإنّ اللَّه لا يخفي عليه شي ء». قال: فما معني الميزان؟ قال: «العدل»، قال: فما معناه في کتابه: «فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ»؟ قال: «فمن رجح عمله» الخبر.[2] .

قال العلّامة الطباطبائي في توضيح الحديث: في الرواية تأييد ما قدّمناه في تفسير الوزن، ومن ألطف ما فيها قوله عليه السلام: «وإنّما هي صفة ما عملوا» يشير إلي أن ليس المراد بالأعمال في هذه الأبواب هو الحرکات الطبيعيّة الصادرة عن الإنسان لاشتراکها بين الطاعة والمعصية، بل الصفات الطارئة عليها الّتي تعتبر لها بالنظر إلي السنن والقوانين الاجتماعيّة أو الدينيّة، مثل الحرکات الخاصّة الّتي تسمّي وقاعاً بالنظر إلي طبيعة نفسها، ثمّ تسمّي نکاحاً إذا واقعت السنّة الاجتماعيّة أو الإذن الشرعي، وتسمّي زناً إذا لم توافق ذلک، وطبيعة الحرکات الصادرة واحدة، وقد استدلّ الإمام عليه السلام کما ذکره في طريقين:

أحدهما: أنّ الأعمال صفات لا وزن لها.

والثاني: أنّ اللَّه تعالي لا يحتاج إلي توزين الأشياء لعدم اتّصافه بالجهل تعالي شأنه.[3] .







  1. تفسير الدرّ المنثور 70:3.
  2. بحار الأنوار 248:7، ح 3.
  3. تفسير الميزان 13:8.